وأنشد الحسين بن علي بن الحسين بن عمرو بن علي بن أبي طالب لنفسه ، ومان من العباد ، وأكثر أولاد الحسين بن علي وأخيه عمرو بن علي على غير طريقة أبيهم وأولاد الحسن بن علي سلكوا على أسلوب آبائهم .
وروى عبد الوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد قالا : أخبرنا قاسم بن أصغر قال : أخبرنا بكر بن حماد قال : أخبرني بشر بن حجر قال : أخبرنا جرير ابن عبد الله الواسطي ، عن عطاء يعني ابن السائب عن أبي البحتري عن علي قال : ( إياكم والاستنان بالرجال فإن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ثم ينقلب لعلم الله فيه ، فيعمل بعمل أهل النار ، فيموت وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار ، فينقلب لعلم الله فيه ، فيعمل بعمل أهل الجنة فيموت وهو من أهل الجنة .. فإن كنتم ولابد فاعلين فبالأموات لا بالأحياء ) .
وقال ابن مسعود : ( ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر ، فإنه لا أسوة في البشر ) . واعلم أن الله تعالى شرع الدين ، وكلفه العقلاء ، وأثبته إسلاما ، وقال : ( إن الدين عند الله الإسلام ) . وقال : ( ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ولن تختلف الأمة في هذا ، والحمد لله رب العالمين .
واختلفوا في الإيمان : ومن ذهب مذهب التصديق أثبته اعتقادا في الضمير لا غير ، ومن ألحق به النطق أثبته تصديقا للاعتقاد الذي في الصدور ، ومن ألحق به الأفعال أثبته عضدا للاعتقاد ، فشمل الكل اسم الإيمان والتصديق حقيقة ومجازا من جهة الشرع ، والشرع إذا ورد كان له الحكم دون اللغة . وسنذكره من جهة الشرع فيما بعد ، إن شاء الله .
ولنرجع إلى ذكر الإسلام . قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحج من استطاع إليه سبيلا )) .
صفحہ 2