131

دلیل و برہان

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

اصناف

وذهب عنهم النظر بالبصيرة إلى التفرقة بين الوجود والإيجاد والفعل والخلق فحادوا لما تخيل إليهم من قبح الأفعال والفحش والكذب ، ولم يبق إلا أن يقولوا : إن البول والغائط خلقهما لا خلق الله ، فلولا ما كانا قبيحين لانتحلوهما ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له .

وأما المارقة وهم الخوارج ، فلن يخفى على عاقل بسيرة ما ساروا في أهل الإسلام ، كسيرة أهل الإسلام في أهل الأوثان والأصنام ، كأنما بعث إليهم رسول آخر غير محمد عليه السلام .

وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (( إن ناسا من أمتي يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، فتنظر في النصل فلا ترى شيئا ، وتنظر في القدح فلا ترى شيئا ، وتنظر في القديدة فلا ترى شيئا ، وتتمارى في الفوق )) ، وفي حديث آخر : (( يخرج من ضئضئ هذا أناس يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية )) ، إلا أن الشفاعة قد أيأس منها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) طائفتين من أمته وهم القدرية والمرجئة وقال : (( طائفتان من أمتي لا تنالهما شفاعتي )) .

وأما الأفراق الثلاثة التي نص عليها الأولياء والصالحون ، فهم الرافضة والمجسمة والمشبهة .

أما الرافضة فأنهم ذهبوا على مذهب النصارى في المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ، فعزوه إلى الألوهية ، فذهبوا في أولاده مذهب بني إسرائيل المحققين في تعظيم أنبيائهم فعظموا أولاد علي وعزوهم إلى النبوة ، وأبطلوا فائدة قول الله - عز وجل - في محمد عليه السلام : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) .

صفحہ 57