118

دلیل و برہان

الدليل والبرهان لأبي يعقوب الوارجلاني

اصناف

وقال : ( أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ) ثم قال الله عز وجل إخبارا عن ضمائرهم : ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) فقضوا بالشرك حين حكى الله تعالى عليهم الكفر ، ولا كفر في ذلك الوقت إلا الشرك .

وقال الله - عز وجل - : ( فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله ) قال يريد المواريث ولا يتوارث أهل ملتين .

وقال الآخرون في قوله : (( أركسهم )) أن ترك الهجرة رجوع إلى الهلاك الذي فيه أهل الشرك ، فالكفر أحد أسباب الهلاك ، وترك الهجرة كذلك .

وقوله : ( ودوا لو تكفرون كما كفروا ) فأوجه الكفر كثيرة ، ولا يقصرها إلى الشرك ، أي ودوا لو تركتم الهجرة كما تركوها ، فهو الكفر الذي ودوه هم ، فتكونون سواء ، فشملهم اسم الكفر ، فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله ، وقالوا : التراحم والاستغفار ثم قال : ( فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا ) .

فالتولي هاهنا : الرجوع إلى الشرك ، ولو كانوا في الشرك ما قال : ( فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ) .

فاستثنى الله تعالى منهم الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق ، يريد ينتسبون إلى المشركين الذين بينكم وبينهم ميثاق ، فشملهم وإخوانهم الميثاق والعهد على أنهم تولوا والأتصال والانتساب . قال الأعشى :

وأكثر ما في القرآن التولي إشارة إلى الشرك ، كما قال : الذي كذب وتولى - ويحتمل - وقال : ( فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلها إلا الأشقى الذي كذب وتولى ) .

صفحہ 44