وأما الموت فعلمه ضروري ، فما باله في المفروضات ؟ قالوا إن الموت لأجل البعث ، وفيما يروي عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أنه كان إذا قام من الليل يتهجد قال : (( اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض وما فيهن ، اللهم أنت الحق ، وقولك الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والموت حق ، والبعث حق )) ، في كلمات يقولها ، روى ذلك ابن عباس ليلة بات عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فسمعه يستفتح الصلاة بها ، ولم يذكر هاهنا الثواب .
وقول الشيخ : ( وعليهم معرفة تحريم دماء المسلمين بتوحيدهم لربهم ومعرفتهم إياه وإفرادهم له ، ومعرفة تحليل دماء المشركين على شركهم بربهم ومساواتهم له بغيره ) ، وفي هذه المسألة ما ذكرنا في غيرها .
وقد ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) شيء من هذا في خطبته في عرفات قال :
(( أيها الناس أي يوم هذا ؟
قالوا : يوم حرام .
قال : أي شهر هذا ؟
قالوا : شهر حرام .
قال : أي بلد هذا ؟
قالوا : بلد حرام .
قال : فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا .
قال : ألا هل بلغت ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : اللهم أشهد ، ليبلغ شاهدكم غائبكم )) .
فإن استدلوا من هذا الحديث بأن الأعراض لم تبلغ حرمة الأموال ولا الأموال حرمة الدماء ، وهل يبلغ من جهل هذا عند البلوغ الشرك ؟ والشاك والمختلف فالله أعلم .
وقول الشيخ : ( وعليهم ولاية المسلمين جملة ، وعليهم أيضا أن يقصدوا بولايتهم إلى كل من لا يسعهم جهله : مثل جبريل من الملائكة ومحمد وآدم من النبيين عليهم السلام ، وعليهم البراءة من الكافرين جملة ) .
صفحہ 27