دلالة الشكل
دلالة الشكل: دراسة في الإستطيقا الشكلية وقراءة في كتاب الفن
اصناف
alogical
وعديمة الصبغة الأخلاقية
amoral ، إنما الفن عالم آخر مستقل نوعيا عن العالم الخارجي، ولا سبيل إلى رده إلى عالم الواقع، إنه عالم إنساني منبثق عن ذهن الإنسان ونشاطه الخالق، إنه إبداع بشري خالص غير ملزم بترديد الحقيقة الموضوعية أو نسخ الوجود الخارجي، وقد نبهنا أندريه مالرو إلى أن «الغرب وحده هو الذي ظن أن التشابه
resemblance
عامل جوهري في الفن، وأما في إفريقيا وجزر المحيط الهادي فقد بقي «التقليد» مجهولا، فضلا عن أننا نلاحظ أن المحاكاة لم تتخذ صورتها المعروفة عندنا في كل من مصر وبلاد ما بين النهرين وبيزنطة وبلدان الشرق الأقصى.»
7 «ليست الطبيعة وفقا لهذا المنظور الفني موضوع محاكاة ونقل وتقليد، وإنما هي على العكس موضوع تأمل واستبصار وكشف، وقد أعطيت اللغة الفنية للمبدعين لا لكي يكرروا العالم ويسجنوه في صوره الظاهرة المعروفة، وإنما لكي يحرروه ولكي يبقوه في حركيته الداخلية - في ما لا ينتهي، ولكي يظهروه باستمرار في صور جديدة.»
8
يقول ألكسندر إليوت في كتابه «البصر والبصيرة»
sight and insight : «قال الملاك لمحمد إذا أراد الفنانون أن ينعموا ببركة الله فليمسكوا عن النقل عن كل شيء؛ ولذا فإن قصر الحمراء تجريدي بحت، باستثناء الأسود الشرقية السحنة في الفناء الأوسط.»
9 «الإنسان، بوصفه ناطقا، هو بطبيعته منشئ، لا يقلد (لا يحاكي): لا الإنسان ولا الطبيعة (الأشياء)، وإنما يرى إلى كل شيء، بوصفه ناطقا منشئا - أي بوصفه بادئا، مبدعا، أن نفصح عن شيء ما، تشكيليا - أن نصوره، هو أن نقدم صورة تغاير صورته العينية الظاهرة؛ هو أن «نقلب» صورته، فالحس فنيا بالأشياء لا يبدأ إلا بنشوء مسافة بينه وبين واقعها الظاهر المباشر، بهذا المعنى، حصرا، لا يمكن الفن أن يكون «واقعيا»، بل تبدو كلمة «واقعي» تناقضية وعبثية - ذلك أن الفن هو حيث لا دليل على الشبه، إنه «نار بلا دخان»، صحيح من الممكن أن ننقل الظاهر بنوع من الصناعة والعلم، لكن هذا النقل لن يكون فنا، وإنما سيكون «صناعة» و«علما».»
نامعلوم صفحہ