204

دلائل فی غریب الحدیث

الدلائل في غريب الحديث

تحقیق کنندہ

د. محمد بن عبد الله القناص

ناشر

مكتبة العبيكان

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

پبلشر کا مقام

الرياض

قَوْلُهُ: «احْمَرَّتِ الْحَدَقُ» إِنَّمَا احْمِرَارُهَا لِشِدَّةِ الْغَضَبِ فِي الْحَرْبِ، وَأَنْشَدَنَا ابْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، لِضِرَارِ بْنِ الْخَطَّابِ: بِيضٌ جِعَادٌ كَأَنَّ أَعْيُنَهُمْ ... تُكْحَلُ يَوْمَ الْهِيَاجِ بِالْعَلَقِ أَيْ لِشِدَّةِ الْغَضَبِ، وَأَنْشَدَ مِثْلَهُ لِامْرِئِ الْقَيْسِ، وَذَكَرَ كِلَابًا: مُغَرَّثَةً زُرْقًا كَأَنَّ عُيونَهَا ... مِنَ الذَّمْرِ وَالْإِيحَاءِ نُوَّارُ عِضْرِسِ «مُغَرَّثَةٌ»: مُجَوَّعَةٌ، وَالْغَرَثُ: الْجُوعُ: وَ" الذَّمْرُ "، الْإِغْرَاءُ، وَيُقَالُ: أَسَدْتُ الْكَلْبَ، إِذَا قُلْتُ لَهُ: خُذْ. وَالْعَضْرِسُ: بَقْلَةٌ حَمْرَاءُ الزَّهْرَةِ، فَأَرَادَ أَنَّ عُيُونَهَا احْمَرَّتْ مِنْ شِدَّةِ الْغَضَبِ. قَالَ: وَقَالَ فِي قَوْلِ الْأَعْشَى: وَكَذِلكَ فَافْعَلْ مَا حَيَيْتَ إِلَيْهِمُ ... وَأقْدِمْ إِذَا مَا أَعْيُنُ النَّاسِ تَزْرَقُ قَوْلُهُ «أَقْدِمْ» تَقَدَّمَ فِي الْحَرْبِ، وَقَوْلُهُ «تَزْرَقُ» إِذَا فَزِعَ الْإِنْسَانُ وَفَرِقَ انْقَلَبَتْ حَمَالِيقُ عَيْنَيْهِ فَيَغِيبُ السَّوَادُ، قَالَ: وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: كَأَنَّ عُيُونَ الْوَحْشِ حَوْلَ خِبَائِنَا ... وَأَرْحُلِنَا الْجَزْعُ الَّذِي لَمْ يُثَقَّبِ قَالَ: الْبَقَرَةُ وَالظَّبِيُّ إِذَا كَانَا حَيَّيْنِ، فَعُيُونُهَا كُلُّهَا سُودٌ فَإِذَا مَاتَا بَدَا الْبَيَاضُ، فَإِنَّمَا شَبَّهَهَا بِالْجَزْعِ، وَفِيهِ بَيَاضٌ وَسَوَادٌ بَعَدَمَا مُوِّتَا، فَانْقَلَبَتْ أَعْيُنُهُمَا.

1 / 234