دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه
صفحہ 1
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
اعلم وفقك الله تعالى أني لما تتبعت مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى رأيته رجلا كبير القدر في العلوم قد بالغ رحمة الله عليه في النظر في علوم الفقه ومذاهب القدماء حتى لا تأتي مسألة إلا وله فيها نص أو تنبيه إلا أنه على طريق السلف فلم يصنف إلا المنقول فرأيت مذهبه خاليا من التصانيف التي كثر جنسها عند الخصوم
فصنفت تفاسير مطولة منها المغنى مجلدات وزاد المسير وتذكرة الأريب وغير ذلك
صفحہ 95
وفي الحديث كتبا منها جامع المسانيد والحدائق ونفي النقل وكتبا كثيرة في الجرح والتعديل وما رأيت لهم تعليقة في الخلاف إلا أن القاضي أبا يعلى قال كنت أقول ما لأهل المذاهب يذكرون الخلاف مع خصومهم ولا يذكرون أحمد ثم عذرتهم إذ ليس لنا تعليقة في الفقه
قال فصنفت لهم تعليقة
صفحہ 96
قلت وتعليقته لم يحقق فيها بيان الصحة والطعن في المردود وذكر فيها أقيسة طردية ورأيت من يلقي الدرس من أصحابنا من يفزع إلى تعليقة الإصطلام أو تعليقة أسعد أو تعليقة العاملي أو تعليقة الشريفة ويستعير منها استعارات فصنفت لهم تعاليق منها كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف ومنها جنة النظر وجنة الفطر ومنها عمدة الدلائل في مشهور المسائل ثم رأيت جمع أحاديث التعليق التي يحتج بها أهل المذاهب وبينت تصحيح الصحيح وطعن المطعون فيه وعملت كتابا في المذاهب أدخلتها فيه وسميته الباز الأشهب المنقض على مخالفي المذهب وصنفت في الفروع كتاب المذهب في المذهب وكتاب مسبوك الذهب وكتاب البلغة وكتاب منهاج الوصول إلى علم الأصول وقد بلغت مصنفاتي مائتين وخمسين مصنفا
صفحہ 97
ورأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح وانتدب للتصنيف ثلاثة أبو عبد الله بن حامد وصاحبه القاضي وابن الزاغوني فصنفوا كتبا شانوا بها المذهب ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام فحملوا الصفات على مقتضى الحس فسمعوا أن الله تعالى خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة ووجها زائدا على الذات وعينين وفما ولهوات وأضراسا وأضواء لوجهه هي السبحات ويدين وأصابع وكفا وخنصرا وإبهاما وصدرا وفخذا وساقين ورجلين
وقالوا ما سمعنا بذكر الرأس
وقالوا يجوز أن يمس ويمس ويدني العبد من ذاته
وقال بعضهم ويتنفس
ثم يرضون العوام بقولهم لا كما يعقل
صفحہ 100
وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات فسموها بالصفات تسمية مبتدعة لا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى ولا إلى إلغاء ما يوجبه الظاهر من سمات الحدوث ولم يقنعوا بأن يقولوا صفة فعل حتى قالوا صفة ذات ثم لما أثبتوا أنها صفات ذات قالوا لا نحملها على توجيه اللغة مثل يد على نعمة وقدرة ومجيء وإتيان على معنى بر ولطف وساق على شدة بل قالوا نحملها على ظواهرها المتعارفة والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين والشيء إنما يحمل على حقيقته إذا أمكن ثم يتحرجون من التشبيه ويأنفون من إضافته إليهم ويقولون نحن أهل السنة وكلامهم صريح في التشبيه وقد تبعهم خلق من العوام
فقد نصحت التابع والمتبوع فقلت لهم يا أصحابنا أنتم أصحاب نقل وإمامكم الأكبر أحمد بن حنبل يقول وهو تحت السياط كيف أقول ما لم يقل
صفحہ 101
فإياكم أن تبتدعوا في مذهبه ما ليس منه ثم قلتم في الأحاديث تحمل على ظاهرها وظاهر القدم الجارحة فإنه لما قيل في عيسى روح الله اعتقدت النصارى أن لله صفة هي روح ولجت في مريم ومن قال استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات وينبغي أن لا يهمل ما يثبت به الأصل وهو العقل فإنا به عرفنا الله تعالى وحكمنا له بالقدم فلو أنكم قلتم نقرأ الأحاديث ونسكت ما أنكر عليكم أحد إنما حملكم إياها على الظاهر قبيح فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي ما ليس منه ولقد كسيتم هذا المذهب شينا قبيحا حتى صار لا يقال حنبلي إلا مجسم ثم زينتم مذهبكم أيضا بالعصبية ليزيد بن معاوية ولقد علمتم أن صاحب المذهب أجاز لعنته وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم لقد شان المذهب شينا قبيحا لا يغسل إلى يوم القيامة
صفحہ 102
فصل
قلت وقد وقع غلط المصنفين الذين ذكرتهم في سبعة أوجه
أحدها أنهم سموا الأخبار أخبار صفات وإنما هي إضافات وليس كل مضاف صفة فإنه قال سبحانه وتعالى
ﵟونفخت فيه من روحيﵞ
الحجر 29
وليس لله صفة تسمى روحا فقد ابتدع من سمى المضاف صفة
الثاني أنهم قالوا إن هذه الأحاديث من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله تعالى ثم قالوا نحملها على ظواهرها فواعجبا ما لا يعلمه إلا الله أي ظاهر له فهل ظاهر الإستواء إلا القعود وظاهر النزول إلا الإنتقال
الثالث أنهم أثبتوا لله تعالى صفات وصفات الحق لا تثبت إلا بما يثبت به الذات من الأدلة القطعية
وقال ابن حامد المجسم من رد ما يتعلق به بالأخبار الثابتة فهل يكفر على وجهين وقال غالب أصحابنا على تكفير من خالف الأخبار في الساق والقدم والأصابع والكف ونظائر ذلك وإن كانت أخبار آحاد لأنها عندنا توجب العلم
قلت هذا قول من لا يفهم الفقه ولا العقل
صفحہ 104
الرابع أنهم لم يفرقوا في الأحاديث بين خبر مشهور كقوله ينزل إلى السماء الدنيا وبين حديث لا يصح كقوله رأيت ربي في أحسن صورة بل أثبتوا بهذا صفة وبهذا صفة
صفحہ 105
الخامس أنهم لم يفرقوا بين حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبين حديث موقوف على صحابي أو تابعي فأثبتوا بهذا ما أثبتوا بهذا
السادس أنهم تأولوا بعض الألفاظ في موضع ولم يتأولوها في موضع آخر كقوله من أتاني يمشي أتيته هرولة
قالوا هذا ضرب مثل للإنعام
وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال إذا كان يوم القيامة جاء الله يمشي فقالوا نحمله على ظاهره
قلت فواعجبا ممن تأول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتأول كلام عمر بن عبد العزيز
صفحہ 106
السابع أنهم حملوا الأحاديث على مقتضى الحس فقالوا ينزل بذاته وينتقل ويتحرك ثم قالوا لا كما يعقل فغالطوا من يسمع فكابروا الحس والعقل فحملوا الأحاديث على الحسيات فرأيت الرد عليهم لازما لئلا ينسب الإمام إلى ذلك وإذا سكت نسبت إلى اعتقاد ذلك ولا يهولني أمر عظيم في النفوس لأن العمل على الدليل وخصوصا في معرفة الحق لا يجوز فيه التقليد
فصل
فإن قال قائل ما الذي دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتكلم بألفاظ موهمة للتشبيه
قلنا إن الخلق غلب عليهم الحس فلا يكادون يعرفون غيره وسببه المجانسة لهم في الحديث فعبد قوم النجوم وأضافوا إليها المنافع والمضار وعبد قوم النوم وأضافوا إليه الخير وأضافوا الشر إلى الظلمة وعبد قوم الملائكة وقوم الشمس وقوم عيسى وقوم عزير وعبد قوم البقر والأكثرون الأصنام فآنست نفوسهم بالحس المقطوع بوجوده ولذلك قال قوم سيدنا موسى عليه السلام
ﵟاجعل لنا إلهاﵞ
الأعراف 137 فلو جاءت الشرائع بالتنزيه المحض جاءت بما يطابق النفي فلما قالوا صف لنا ربك نزلت
ﵟقل هو الله أحدﵞ
الأخلاص 1 ولو قال لهم ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا طويل ولا عريض ولا يشغل الأمكنة ولا يحويه مكان ولا جهة من الجهات الست وليس بمتحرك ولا ساكن ولا يدركه الإحساس لقالوا حد لنا النفي بأن تميز ما تدعونا إلى عبادته عن النفي وإلا فأنت تدعو إلى عدم
صفحہ 107
فلما علم الحق سبحانه ذلك جاءهم بأسماء يعقلونها من السمع والبصر والحلم والغضب وبنى البيت وجعل الحجر بمثابة اليمين المصافحة وجاء بذكر الوجه واليدين والقدم والإستواء والنزول لأن المقصود الإثبات فهو أهم عند الشرع من التنزيه وإن كان التنزيه منها ولهذا قال للجارية أين الله وقيل له أيضحك ربنا قال نعم فلما أثبت وجوده بذكر صور الحسيات نفى خيال التشبيه بقوله ^ ليس كمثله شيء ^ الشورى 11 ثم لم يذكر الرسول الأحاديث جملة وإنما كان يذكر الكلمة في الأحيان فقد غلط من ألفها أبوابا على ترتيب صورة غلطا قبيحا ثم هي بمجموعها يسيرة والصحيح منها يسير ثم هو عربي وله التجوز أليس هو القائل تأتي البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو فرقان من طير صاف ويؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيذبح
فإن قيل لم سكت السلف عن تفسير الأحاديث وقالوا أمروها كما جاءت
صفحہ 109
قلت لثلاثة أوجه
أحدها أنها ذكرت للإيناس بموجود فإذا فسرت لم يحصل الإيناس مع أن فيها ما لا بد من تأويله كقوله تعالى
ﵟوجاء ربكﵞ
الفجر 22 أي جاء أمره
وقال أحمد بن حنبل وإنما صرفه إلى ذلك أدلة العقل فإنه لا يجوز عليه الإنتقال
والوجه الثاني أنه لو تأولت اليد بمعنى القدرة جاز أن يتأول بمعنى القوة فيحصل الخطر بالصرف عما يحتمل
والثالث أنهم لو أطلقوا في التأويل اتسع الخرق فخلط المتأول فإذا سأل العامي عن قوله تعالى
ﵟثم استوى على العرشﵞ
الأعراف 53 قيل له الإستواء معلوم والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وإنما فعلنا هذا لأن العوام لا يدركون الغوامض
صفحہ 110
فصل
وكان الإمام أحمد يقول أمروا الأحاديث كما جاءت وعلى هذا كبار أصحابه كإبراهيم الحربي ومن كبار أصحابنا أبو الحسن التميمي وأبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب وأبو الوفاء ابن عقيل فنبغ الثلاثة الذين ذكرناهم ابن حامد والقاضي أبو يعلى والزاغوني
وقد سئل الإمام أحمد عن مسألة فأفتى فيها فقيل له هذا لا يقول به ابن المبارك فقال ابن المبارك لم ينزل من السماء
وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه استخرت الله تعالى في الرد على الإمام مالك
صفحہ 111
ولما صنف هؤلاء الثلاث كتبا وانفرد القاضي أبو يعلي فصنف الأحاديث التي ذكرتها على ترتيبه وقدم عليها الآيات التي وردت في ذلك رأيت أن أرد كلامه في تلك الأحاديث والآثار مقدما الآيات الشريفة التي وردت في ذلك & باب ما جاء في القرآن العظيم من ذلك &
صفحہ 112
1 قال الله تعالى
ﵟويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرامﵞ
الرحمن 27
قال المفسرون معناه يبقى ربك وكذا قالوا في قوله
ﵟيريدون وجههﵞ
الأنعام 52 أي يريدونه
وقال الضحاك وأبو عبيدة في قوله ^ كل شيء هالك إلا وجهه ^ القصص 88 أي إلا هو وقد ذهب الذين أنكرنا عليهم إلى أن الوجه صفة تختص باسم زائد على الذات
قلت فمن أين قالوا هذا وليس لهم دليل إلا ما عرفوه من الحسيات وذلك يوجب التبعيض ولو كان كما قالوا كان المعنى أن ذاته تهلك إلا وجهه وقال ابن حامد المجسم أثبتنا لله وجها ولا نجوز إثبات رأس
قلت ولقد اقشعر بدني من جراءته على ذكر هذا فما أعوزه في التشبيه غير الرأس
2 قلت ومن ذلك قوله
ﵟولتصنع على عينيﵞ
طه 39
ﵟواصنع الفلك بأعينناﵞ
هود 37
قال المفسرون بأمرنا أي بمرأى منا قال أبو بكر بن الأنباري أما جمع العين على مذهب العرب في إيقاعها الجمع على الواحد
صفحہ 113
يقال خرجنا في السفر إلى البصرة وإنما جمع لأن عادة الملك أن يقول أمرنا ونهينا
وقد ذهب القاضي أبو يعلى المجسم إلى أن العين صفة زائدة على الذات وقد سبقه أبو بكر بن خزيمة فقال في الآية لربنا عينان ينظر بهما
قلت وهذا ابتداع لا دليل لهم عليه وإنما أثبتوا عينين من دليل الخطاب في قوله عليه صلى الله عليه وسلم وإن الله ليس بأعور
وإنما أراد نفي النقص عنه تعالى ومتى ثبت أنه لا يتجزأ لم يكن لما يتخيل من الصفات وجه
3 ومنها قوله تعالى
ﵟلما خلقت بيديﵞ
ص 75
اليد في اللغة بمعنى النعمة والإحسان
قال الشاعر
( متى تناخي عند باب بني هاشم
تريحي فتلقي من فواضله يدا )
ومعنى قول اليهود
ﵟيد الله مغلولةﵞ
المائدة 64 أي محبوسة عن النفقة واليد القوة يقولون ما لنا بهذا الأمر من يد وقوله تعالى
ﵟبل يداه مبسوطتانﵞ
المائدة 64 أي نعمته وقدرته
صفحہ 114
وقوله لما خلقت بيدي أي بقدرتي ونعمتي وقال الحسن في قوله تعالى
ﵟيد الله فوق أيديهمﵞ
الفتح 10 أي منته وإحسانه
قلت هذا كلام المحققين
وقال القاضي أبو يعلى المجسم اليدان صفتان ذاتيتان تسميان باليدين ا ه
قلت وهذا تصرف بالرأي لا دليل عليه وقال ابن عقيل معنى الآية لما خلقت أنا فهو كقوله
ﵟذلك بما قدمت يداكﵞ
الحج 10 أي بما قدمت أنت
وقد قال بعض البله لو لم يكن لآدم عليه السلام مزية على سائر الحيوانات بخلقه باليد التي هي صفة لما عظمه بذكرها وأجله فقال
ﵟبيديﵞ
ولو كانت القدرة لما كانت له مزية فإن قالوا القدرة لا تثنى وقد قال
ﵟبيديﵞ
قلنا بلى قالت العرب ليس لي بهذا الأمر يدان أي ليس لي به قدرة وقال عروة بن حزام في شعره
( فقالا شفاك الله والله مالنا
بما ضمنت منك الضلوع يدان )
صفحہ 115
وقولهم ميزه بذلك عن الحيوان نفاه قوله عز وجل
ﵟخلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماﵞ
يس 71 ولم يدل هذا على تمييز الأنعام على بقية الحيوان قال الله تعالى
ﵟوالسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعونﵞ
الذاريات 47 أي بقوة
صفحہ 116
ثم قد أخبر أنه نفخ فيه من روحه ولم يرد إلا الوضع بالفعل والتكوين والمعنى نفخت أنا ويكفي شرف الإضافة إذ لا يليق بالخالق جل جلاله سوى ذلك لأنه لا يحتاج أن يفعل بواسطة فلا له أعضاء وجوارح يفعل بها لأنه الغني بذاته فلا ينبغي أن يتشاغل بطلب تعظيم آدم مع الغفلة عما يستحقه الباري سبحانه من التعظيم والتنزيه بنفي الأبعاض والآلات في الأفعال لأن هذه الأشياء صفة الأجسام وقد ظن بعض البله أن الله يمس حتى توهموا أنه مس طينة آدم بيد هي بعض ذاته وما فطنوا أنه من جملة مخلوقاته جسما يقابل جسما فيتحد به ويفعل فيه ومن السحر من يعقد عقدا فيتغير به الشيء حالا وصفة أفتراه سبحانه جعل أفعال الأشخاص والأجسام تتعدى إلى الأجسام البعيدة ثم يحتاج هو في أفعاله إلى معاناة الطين
وقد ورد قول من قال هذا بقوله تعالى
ﵟإن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكونﵞ
آل عمران 59
4 ومنها قوله تعالى
ﵟويحذركم الله نفسهﵞ
آل عمران 28 وقوله تعالى على لسان عيسى
ﵟتعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسكﵞ
المائدة 116
قال المفسرون ويحذركم الله إياه
وقالوا تعلم ما عندي ولا أعلم ما عندك
قال المحققون المراد بالنفس ها هنا الذات ونفس الشيء ذاته وقد ذهب القاضي أبو يعلى المجسم إلى أن لله نفسا وهي صفة زائدة على ذاته
قلت وقوله هذا لا يستند إلا إلى التشبيه لأنه يوجب أن الذات شيء والنفس غيرها وحكى ابن حامد المجسم أعظم من هذا فقال ذهبت طائفة في قوله تعالى
ﵟونفخت فيه من روحيﵞ
الحجر 29 إلى إن تلك الروح صفة من ذاته وأنها إذا خرجت رجعت إلى الله تعالى
قلت وهذا أقبح من كلام النصارى فما أبقى هذا من التشبيه بقية
صفحہ 117