دادائیہ و سریالیہ: مقدمہ قصیرہ
الدادائية والسريالية: مقدمة قصيرة جدا
اصناف
5-2 )، عززت الإشارات المرجعية الشخصية المؤلمة السابق ذكرها حقيقة أن اللوحة رسمت كنذر كاثوليكي على الصفيح، كما كانت أيضا شكلا من التضرع للإلهة الأزتكية تلازولتيول المقدسة عند النساء اللائي يلقين حتفهن عند الإنجاب. ولا بد أن بريتون - الذي كانت الهوية بشكل أساسي بالنسبة إليه شيئا يخضع للشك، لا مسعى يتعين على المرء بلوغه - بدا لا مباليا بسعيها وراء الجذور المكسيكية، وبدا أنها أصيبت بالضجر من تنظيره. لقد أضفى عليها أساسا طابعا غريبا؛ حيث وصفها ذات مرة ب «وشاح حول قنبلة»، وهو ما يتسق مع المواقف السريالية الذكورية المعتادة.
رأى بعض نقاد السريالية، أمثال الكاتب الكوبي أليخو كاربنتير، خطابها «التعميمي»، واعتبر رغبتها في التوفيق بين المتناقضات، كما في هيجلية بريتون، مكافئة لإنكار «الاختلاف»، خاصة في سياق ثقافي، ولو أننا نرى أن السريالية كانت أيضا مستندة إلى الذاتية الذكورية السائدة. بالنسبة إلى كاربنتير، تعطشت السريالية الأوروبية إلى الثقافات الأخرى وتهافتت عليها، بينما كانت مواطن مثل أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي - حيث ما برحت بقايا المعتقدات السحرية صامدة - مواطنها الحقيقية.
وبوضع وجهة النظر هذه نصب أعيننا، يجوز حتى أن نشكك في نطاق الروح الأممية التي اعتنقتها الدادائية والسريالية. كانت الدادائية، على الرغم من تنوع مواطنها، ذات طابع غربي إلى حد بعيد، ولو أن الأبحاث الأخيرة حول العلاقات الأوروبية الشرقية للحركة - بما في ذلك الإقرار بأن يانكو وتزارا في زيوريخ كانت علاقات مستمرة تربطهما بالطليعية في رومانيا مسقط رأسيهما - وحقيقة أن ثمة حركة يابانية ازدهرت فيما بين عامي 1920 و1925؛ توحيان بأنه يجوز لنا أن ننظر للدادائية على اعتبار أن لها نطاقا عالميا أوسع. في الثلاثينيات، كان يمكن أن نرى السريالية تنبت في مواطن مثل يوغوسلافيا والدنمارك وجزر الكناري، واليابان مجددا حيث أقيم معرض دولي في كل من طوكيو وكيوتو عام 1937؛ لكن وجهة نظرها الكلية كانت في المقام الأول أوروبية الركيزة. في عام 1955، استدعى بريتون توقير السرياليين للثقافات غير الغربية، وبأسى أقر بأن «الإلهام الذي استقيناه من فنهم ظل عقيما في نهاية المطاف بسبب قصور الاتصال الفعلي الأساسي؛ مما أعطى انطباعا بانعدام الجذور.» وأقل ما يمكن أن نفعله هو أن نستشعر التعاطف، ونعبر عن إعجابنا بصدقه.
الانحيازات السياسية
نبع انشغال الدادائية والسريالية بسياسات الجنس والعرق بطبيعة الحال من اهتمامهما بالحرية الفردية. ولكن، ماذا عن علاقات الحركتين بعالم السياسة «المعقدة»؟ إذا نظرنا للدادائية باعتبار أنها نشأت بالتزامن لا مع الحرب العالمية الأولى بل مع الثورة الروسية، وللسريالية باعتبار أنها تطورت بالتزامن مع صعود نجم ستالين وهتلر؛ فقد نتساءل كيف يمكن لتركيزهما على الفردية واللاعقلانية أن يضاهي مثل هذه الأحداث والخيارات السياسية العظيمة. ولكن، انطلاقا من إخلاص الحركتين للدافع الطليعي لإقامة صلات بين التجربة الجمالية والاجتماعية، فقد رسختا تحيزات سياسية.
في حالة الدادائية، علينا أن نتطلع بالكامل تقريبا إلى جماعة برلين؛ فالدادائيون في نيويورك وباريس أصيبوا بخيبة الأمل إلى حد كبير في السياسات الحزبية، ونزعوا عموما إلى أفكار لا سلطوية أو لا سلطوية-نقابية تتسق مع مواقفهم الفردية بقوة، وفضلت جماعة زيوريخ أيضا اللاسلطوية، وانشغل بال تحديدا انشغالا فكريا عميقا بكتابات المنظر الروسي للاسلطوية ميخائيل باكونين، ولو أنه أنكر في نهاية المطاف الفرضية اللاسلطوية المسبقة القائلة بأن الإنسان خير بالفطرة، وانتكس انتكاسة درامية إلى الكاثوليكية. وبينما ذوت دادائية زيوريخ، وأمسى فالتر سيرنر وتريستان تزارا سلبيين بشكل متزايد، انشغل بعض أعضاء الجماعة، الذين ارتفعت روحهم المعنوية بفعل احتمال اندلاع ثورة في ألمانيا، بمشروعات يوتوبية مثل مجموعة عرض «الحياة الجديدة» التي صبت إلى العصور الوسطى؛ التماسا لنموذجها الخاص بهدم التمايزات بين الفنون والحرف، كما كان آرب وتاوبر يفعلان بالفعل. ولكن، عندما وصلت أخبار من برلين بشأن مقتل روزا لوكسمبورج وكارل ليبكنيشت، خاب أمل جماعة زيوريخ إلى الأبد؛ حيث رضيت بالتجريد بدلا من السياسة، وجعل شفيترز في هانوفر هذا المبدأ اعتقادا راسخا. ولكن، في برلين، اقتضى الأمر مجابهة الوقائع السياسية.
كما ذكرنا آنفا، تفككت جماعة برلين إلى طائفة لا سلطوية وأخرى شيوعية. وشأن جماعة زيوريخ، انجذبت الطائفة اللاسلطوية، لا سيما راءول هاوسمن ويوهانس بادر، إلى نموذج المجتمعات الصغيرة، وتشككت في التشكيلات السياسية المنظمة؛ ومن ثم كتب هاوسمن: «الشيوعية هي عظة على الجبل منظمة بطريقة عملية، وهي عقيدة للعدالة الاقتصادية، وجنون جميل.» يجب أن ننظر إلى هيرتسفيلده-هارتفيلد-جروتس، باعتبارهم أعضاء نشطين بالحزب الشيوعي الألماني، لنرى ما إذا كان بالإمكان أن تترجم الدادائية إلى أيديولوجية سياسية.
بالنظر إلى دورية «كل إنسان كرته الخاصة» (شكل
2-8 ) التي نشرتها هذه الفرقة بعد مقتل لوكسمبورج وليبكنيشت بفترة وجيزة، والتي تثبت أنهم، بشكل فريد، يعملون بالتوازي مع الجناح اللاسلطوي للجماعة؛ لا يساورنا سوى شك طفيف في تعاطفاتهم السياسية. ونجد في تلك المنشورة تأكيدات على أن «الثورة في خطر»، وثمة رسم كاريكاتيري لجورج جروتس يظهر أعضاء بحكومة الأغلبية الاشتراكية الجديدة في برلين على هيئة دمى في يد الكنيسة الكاثوليكية، الأمر الذي أثار مخاوف هائلة من البلشفية. واسترجع فالتر ميرنج كيف روج الدادائيون أنفسهم هذه الدورية في أحياء الطبقة العاملة بالمدينة برفقة فرقة موسيقية صغيرة، وبيع منها 7600 عدد في الخامس عشر من فبراير عام 1919 قبل أن تحظر رسميا.
نشرت بعد ذلك دار نشر ماليك فيرلاج اليسارية، المملوكة لهيرتسفيلده، عددا كبيرا من أعداد دورية بعنوان «إفلاس»، ولقد أفضى موقف هذه المجلة الموالي للسوفيت بشكل واضح إلى اعتقال هيرتسفيلده والزج به وراء القضبان لأسبوعين، وبعد أن أطلق سراحه ، صادف أن العدد الثالث من المجلة الذي من تصميم جروتس، كان يشير بوضوح إلى مجزرة عصبة سبارتكوس، وفيه يقف وزير الدفاع جوستاف نوسكه، ممسكا سيفا بإحدى يديه، وكأسا من الخمر بالأخرى، في شارع تتناثر الجثث فيه، وتحت الصورة ورد التعليق الساخر التالي: «في صحتك، نوسكه - نزع سلاح الطبقة العاملة!»
نامعلوم صفحہ