دعوت برای فلسفہ
دعوة للفلسفة: كتاب مفقود لأرسطو
اصناف
وأنا أتكلم عن الأشياء التي تكون العلة فيها هي المقدرة في ذاتها لا بطريقة عرضية فحسب، فإن الشفاء هو بالتأكيد علة الصحة قبل أن يكون علة المرض، وفن البناء هو علة «تشييد» البيت لا علة الهدم؛
42
فكل ما ينشأ عن طريق المقدرة البشرية إنما ينشأ من أجل «تحقيق» هدف معين، وهذه هي غايته وأفضل شيء «بالنسبة له». أما ما ينشأ عن طريق الصدفة فلا ينشأ لهدف، ومع ذلك فقد يتفق أن يتولد عن الصدفة بعض الخير، غير أنه لا يكون خيرا من خلال الصدفة ومن حيث نشأته عن طريق الصدفة؛ لأن ما ينشأ عن طريقها يكون دائما غير محدد. (ب13) إن ما ينشأ وفقا للطبيعة إنما ينشأ لأجل هدف بحيث يكون النتاج الطبيعي دائما أكثر ملاءمة للهدف من النتاج الفني؛ فليست الطبيعة هي التي تحاكي الصنعة «البشرية»، بل هذه هي التي تحاكي الطبيعة، كما أن المقدرة البشرية (على الصنعة) قد وجدت لمساندة الطبيعة وإكمال ما تركته ناقصا؛
43
ذلك لأن من بين الموجودات ما يبدو أن الطبيعة وحدها قادرة على إتمامه بنفسها دون حاجة إلى مساعدة، ومن بينها الآخر ما لا تتمكن «من إكماله» إلا بالجهد أو تعجز عنه عجزا تاما، ويتضح هذا لدى نشوء الكائنات الحية؛ فبعض البذور تتفتح دون أدنى «قدر من» الرعاية، أيا كانت الأرض التي تسقط عليها، أما بعضها الآخر فيحتاج إلى فن الزراعة، وكذلك تستطيع بعض الكائنات الحية أن تنمو بنفسها نموا كاملا وأن تبلغ النضج، على العكس من الإنسان الذي يحتاج إلى عدد كبير من المهارات الضرورية للمحافظة «على حياته»، وهو يحتاج إليها في البداية بعد ولادته مباشرة، ثم يحتاج إليها بعد ذلك لتغذيته؛ (ب14) فإذا كانت القدرة البشرية (على الصنعة) تحاكي الطبيعة، فمن الواضح أن غائية منتجات القدرة البشرية أمر يعتمد على الطبيعة، ويصح لنا أن نقول: إن كل ما ينشا نشأة سليمة إنما ينشا من أجل هدف (معين)؛ فكل ما يؤدي إلى شيء جميل قد نشأ نشأة صحيحة، وكل ما ينشأ أو قد تم نشؤه بالفعل ينتج شيئا جميلا حتى تتم العملية الطبيعية بصورة سوية، أما ما يشذ عن الطبيعة فهو رديء ومضاد لما يوافق الطبيعة، وهكذا تتم النشأة
44
السوية المطابقة للطبيعة لأجل تحقيق هدف معين، (ب15) ويمكننا أن نتبين هذا «من ملاحظة» كل جزء من أجزاء جسمنا على حدة، فإذا تأملت الجفن مثلا وجدت أنه لم يتكون «عبثا» ولغير هدف، وإنما وجد لحماية العينين وتوفير الراحة لهما والحيلولة دون نفاذ شيء من الخارج إليهما، ونحن نقصد نفس الشيء عندما نقول: إن الأشياء الطبيعية قد تكونت
45
لتحقيق هدف معين، أو عندما نقول: إن الأشياء المصنوعة
46
نامعلوم صفحہ