دعایا الی سبیل مومنین
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
اصناف
ما أبعد هؤلاء عن إدراك مقاصد الشريعة ، وما أجرأهم على التلاعب بالأحكام ، وما أحقهم بالوعيد في قوله تعالى : { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون } ( النحل /25 ) 1. إذ لا قصد للمفتون وأمثاله في التأويل الباطل وخطأ الحكم إلا تضليل الطبقة البسيطة ؛ استمالة لها واصطيادا في تلك المياه الآسنة وتفريق الكلمة ، مصرين على ذلك وهم يعلمون ، ولا نلوث كتابنا بسوء أعمالهم وسود صحائفهم ، ولقد استبان المنهج القويم لأولي الأبصار وهداهم المولى (عز شأنه) إلى سلوكه : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا } ( الفرقان / 31)
وكفى للمفتونين واعظا وإنذارا أواخر هود .
الكلام على السلف
السلف الصالح (رضي الله عنهم) كانوا أهل جهاد في سبيل الخير ، أهل تواصل وتراحم وصدق وإخلاص وعزة وإباء ، يأنفون من ارتكاب العار ولا يحيدون قيد أنملة عن منهج المختار، ولو وقعوا في أشد الأخطار ولا يرهبون ظالما ولا يخشون جبارا إلا الملك الجبار ، أهل ورع وثبات وسماحة وسلامة ، قلوبهم مملوءة إيمانا وصدورهم موقورة حكمة وإيقانا ، يخضعون للحق ولو من أصغر الناس ويأنفون أن يستسلمون للباطل ولو من أعظم السواس ، يرون المذلة كفرا والعزة إيمانا : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون } ( الأنفال / 2)
يقيمون الصلاة وينفقون مما رزقهم الله سرا وعلانية في سبيله لا في سبيل الطاغوت ، يبيتون لربهم سجدا وقياما .
صفحہ 97