دعایا الی سبیل مومنین

ابو اسحاق ابراهیم اطفیش d. 1385 AH
87

دعایا الی سبیل مومنین

الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش

اصناف

يجلس إليه أصحابه فيعلمهم الكتاب الذي تعرف به الكمالات وتتأدى به جميع العبادات ، وتستفاد منه جميع العلوم ، ويوقف على مجامع الأخلاق الحميدة وخير الدنيا والآخرة ، والحكمة من الوعظ والإرشاد والدلائل والأحكام والمصالح والسنة والتسبب بأمور الدنيا ؛ لتتقوى بها دواعيهم إلى الإيمان والعمل الصالح والمعرفة بالدين والتفقه فيه ، ويعلمهم من أخبار الأنبياء والأمم الخالية والأيام الماضية وما هو حادث وكائن من الأمور التي لم يكونوا يعلمونها من أحوال الكون ونعوت الكمال ، ويعلمهم من يحتاجون إليه في معاشهم ومعادهم ، لذلك مدح بأنه على خلق عظيم ، يجلس إليه البدوي الفظ الغليظ الطبع فيصدر عنه وهو من خير الناس وأرسخهم إيمانا ، قال تعالى: { كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون } ( البقرة / 151) كان حريصا على المؤمنين عزيزا عليه مشقتهم رؤوفا رحيما ليس بصخاب ولا لعان ولا شاتم ، ( داعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ) يرسل الكلام وهو قريب من حد الإعجاز فيلج الأسماع بلا إذن ويستقر في القلوب فتصير منيبه إلى باريه (عز شأنه) حتى هدى تلك الأمة التي كانت من الانحطاط بمكان ، وزكاها من كل الأرجاس والأدناس { وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } ( الشورى / 52)

فأصبحت تخر له فتن الشامخات وتستكين لإرادتها الأمم العريقات وتنشر في العالم أعظم المدنيات وقد أوتي عليه - الصلاة والسلام - من جوامع الكلم التي لم تعط لأحد جمعت من الحكمة والفصاحة والبلاغة ما بهر العقول وعني بها فلاسفة الأمم الأجنبية ، وهي ألذ شيء لدى القلوب الحية ، سطعت أنوارها في العالم العلمي واهتدت بها نفوس ، واتخذها أكابر الكاتبين في مقدمة الكلمات الذهبية ، منها قوله - صلى الله عليه وسلم - :( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) وقوله :( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وقوله (كل الصيد في جوف الفرا ) وأمثالها كثير .

هذه صفاته وتلك أخلاقه التي مدحه عليها القرآن وجدير بالمؤمن المتبع له - صلى الله عليه وسلم - أن يتخلق بأخلاقه الكريمة ويتصف بصفاته الجليلة البالغة نهاية الحسن والجمال .

صفحہ 90