مقدمة إن العاقل - متى تأمل في حالة العالم، وما ظهر من تقدم الأمم وتنافسها في ميادين العلوم،ومناهج الحياة والعز والعظمة، واستثمار خيرات الأرض والأخذ بنواصي الأمم البسيطة، وغير ذلك من كل وصف يدل على التمكن والسلطان - أدرك مقار فوز العلم على الجهل وأنه هو أس السعادة والفلاح، وتبين له اتساع دائرة العلوم والتطور العجيب في بني الإنسان منذ أفاض الإسلام على البرية بنو العرفان وسعادة الإيمان.
كان جهابذة(1) الإسلام وفطاحله(2) عند سواده وانتشاره في أرجاء الأرض، وفرار الشرك أمامه فرار الظلام عند انفلاق الصبح، مجتهدين في تدوين العلم واستنباط الفنون ونشر العرفان بكل ما في وسعهم إلى أن أصبحت الأمة الإسلامية زاهرة مغتبطة ، تعنو(3) لإرادتها الأمم الأخرى وتقتبس (4) من أنوارها وتأنس لجوارها . ولم يأل (5) جهدا أولئك الفحول في تنقيح ما سبق للأمم الغابرة (6) من العلوم حتى لا يكون للقصور لديهم مجال ،وأضافوا إلى ما استخلصوه إلى ما بين أيديهم ، حرصا على أعداء الإسلام ودفعا لكل تفوق في الأخصام .
(1) جمع جهبذ النقاد الخبير (2) جمع فطحل العظيم (3 ) تخضع (4) تستمد علومها (5) يترك
(6) الماضية .
وسهروا على حياة الأمة العلمية والعملية كي لا تخضع للأعداء ولا تجنح إلى الخنوع (1) - وهما ضروريان بحكم القسر على الجاهل ولدينا ما يقنع - فتصبح ذليلة بعد العز صاغرة بعد العظمة كل هذا بعد ظهور الإسلام بمبعث سيد العالمين،- عليه الصلاة والسلام- بالفتح ونشر الدين ومحو الوثنية وتطهير البشر من عبودية الأوهام، وخضوعه لسلطان الجهل والاستبداد .
صفحہ 7