دعایا الی سبیل مومنین
الدعاية إلى سبيل المؤمنين لأبي إسحاق اطفيش
اصناف
إن شعبنا كسائر شعوب الشرق له قوى ومواهب ، وإنا لنأسف لضياعها ، وإن استخدمت ففي يسي ،ر أولا يحسن استخدامها لفقدان المعارف ، وإنك لترى أناسا يرضون بالتافه وفي مقدرتهم أن يكونوا على أحسن حال بما منحهم الله من قوة الذكاء واستعداد النفس لأي عمل جليل ، وقد رأينا الأوروبي كيف يبذل قواه لأن يكون على أكمل صفة من العلم والرفاهية والمجد وهو في بلاد غيره ، ونحن نرى أنفسنا كالغرباء في بلادنا ، نخشى تناول أحقر شيء وأيسره ، ولو وجدت هذه الطباع في شعب من الشعوب السائدة في العالم لما قامت لهم حضارة ولا شاهدنا منها تلك الآثار الباهرة والأعمال الفاخرة .
فلتتوجه الأمة إلى واجبها من العلوم والعمل ، ولتنبذ الجمود وأهله ولتتعظ بالشعوب الأجنبية في العمل الصالح لها ، ولا يتسنى لنا والحالة كما نشاهد أن نسير مع أوهام وخيال ، ولا أن نعمل بفكرة الجامدين أمام سفور الحقيقة ، فإنه لا حياة لشعب بدون المعارف واكتساب الكمال ، فقد بين تعالى في كتابه الذي لا يمسه إلا المطهرون مزية العالم على الجاهل آية لقوم يوقنون ، فقال عز شأنه : { هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } ( الزمر / 9)
هذا ما ندعو إليه ويدعو إليه الصادقون الذين شعارهم ( الحق قبل كل شيء ) لا ما يقول الغربيون : المصالح قبل كل شيء ، كل يعمل على شاكلته .
هذا آخر ما تيسر لنا ، والحمد لله أولا وآخرا ، ونستغفره من الزلل ونستمنحه الهداية والتوفيق ، ونستعينه على خدمة العلم والدين ، لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ، والحمد لله رب العالمين .
نامعلوم صفحہ