دعائم التمكين
دعائم التمكين
ناشر
الجامعة الإسلامية
ایڈیشن نمبر
العدد المائة وعشرة-السنة الثانية والثلاثون
اشاعت کا سال
١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م
پبلشر کا مقام
المدينة المنورة
اصناف
واستمرَّ الناس في الطغيان، وما استدلوا بواضح البرهان، وحين أعذر الله بذلك إلى الخلق وأبوا عن الصدق، أمَرَ رسولَه ﷺ بالقتال يستخرج الإقرار بالحق منهم بالسيف"١.
وقُرِئ ﴿يُقَاتَلُونَ﴾ بفتح التاء وكسرها. وقوَّى صاحب الأحكام٢ قراءة الكسر؛ لأنَّ النبي ﷺ بعد وقوع العفو والصفح عمَّا فعلوا، أذِنَ الله له بالقتال عند استقراره بالمدينة، فأخرج البعوث، ثُمَّ خرج بنفسه حتى أظهره الله يوم بدر. وذلك في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ ٣. وفي هذا التذييل للآية وعد من الله تعالى بنصر المؤمنين نصرًا مؤزرًا متى خاضوا المعركة لإعلاء كلمة الله ونصر دينه.
وقد جاء هذا الوعد في صيغة تحفز على الاستماتة في سبيل الله، كلها توكيد وتأييد.
ومَنْ كانت قدرة الله توجهه وترافق خطواته وحركاته، لن يستطيعَ عائق كيفما كان أن يقف في طريقه أو يفتّ من عزيمته٤.
٣ - ﴿الذين أُخْرِجُوا من الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: ٤٠] .
_________
١ أحكام القرآن لابن العربي، القسم الثالث ص ١٢٩٦-١٢٩٧، وابن جرير ١٧/١٧١-١٧٢
٢ هو: أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الأندلسي الأشبيلي، ولد في شعبان سنة ٤٦٨هـ، ختام علماء الأندلس، وآخر أئمتها وحُفَّاظها، وله عِدَّة مؤلَّفات منها: أحكام القرآن، وكتاب المسالك في شرح موطأ مالك، والعواصم من القواصم، والمحصول في أصول الفقه، وغيرها. وتوفي سنة ٥٤٣هـ. طبقات المفسرين للدادي ٢/١٦٧-١٧٠، طبقات المفسرين للسيوطي ص٣٤، وفيات الأعيان ٣/٤٢٣
٣ أحكام القرآن لابن العربي، القسم الثالث ص ١٢٩٧
٤ التيسير في أحاديث التفسير ٤/١٧٨.
1 / 32