عليك سلام الله ما ذر شارق .... وما غردت ورقاء في سدف الفجر انتهى المنقول منها ولله دره ما أبلغها وأروعها وأبرعها، ولم أجد لشيء من الشعر ما وجدت لها من الرقة والتحنن واللطافة والروعة والجزالة والبطولة والبراعة والعلم والحكمة، ولم أتأثر بشيء من النظم كما تأثرت بها، هذا ما عندي ولكل ناظر نظره وذوقه، وكيف لا وهي صادرة ممن والى من، سلام الله وبركاته ورحمته ورضوانه عليهم، والله يرزقنا مرافقتهم في المقام الأمين مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين آمين آمين.
ولقد هونت علينا ما نقاسيه ونلاقيه من هذه الأحداث والفتن النازلة في أرض اليمن بنا أهل البيت خاصة وبأهل الإيمان عامة ولسائر المسلمين كافة، فإنا لله وإنا إليه راجعون وإلى الله ترجع الأمور وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.
وقال عليه السلام في قصيدته الصادية إلى أخيه العالم الحافظ
عبدالله بن الحسين بن القاسم عليهم السلام وقد استنصره على أهل نجران لما غدروا به وشرعوا في حربه:
ألآيم إنما همي جوادي .... ورمحي والمفاض من الدلاص
ونعشي الدين بعد ثوى صريعا .... وقسمي في البرية بالحصاص
وضربي كل جبار عنيد .... بأبيض مرهف فوق القصاص
ولم أبك على ربع محيل .... ولم أرع النوادب باقتباص
ولكن النزاع إلى شقيقي .... وصنوي ذي الحفائظ في العراص
فقل لأبي محمد ذي الأيادي .... تأن فسوف يسعدك ارتباصي
سأشجي طالبيك بحد رمحي .... فلا يجدون عمرك من مناص
بنفسي ما اغتممت به ومالي .... أقيك بمهجتي عند الحياص
إذا رعب الشجاع من العوالي .... وهم من المخافة بانتكاص
حملت وفي يميني مشرفي .... أقد به الطلى قد الفراص
أخل مني سحابة فاطمي .... يواصل رعدها لمع النشاص
صفحہ 29