110

عیون مختار

عيون المختار من فنون الأشعار والآثار

اصناف

ادب

ثم ذكر القتال الدائر بين عك وهمدان حتى قال:

تطاعنوا بالرماح، ثم قذفوها وصاروا إلى السيوف، ثم قذفوها وهم يتجالدون بعمد الحديد على الهام، فاشتد قتال القوم، وجاء أمر يشيب النواصي، حتى قامت قائمة الظهيرة، ثم إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه التفت إليهم فقال:

حتى متى تخلون بين هذين الحيين وقد تفانوا وأنتم وقوف تنظرون، أماتخافون المقت من الله، ثم قال: صدق الشاعر الذي يقول:

كأن دماء القوم ماء سحابة .... بأيدي كماة بل هي اليوم أكثر

ثم سل علي سيفه واقتحم يضرب في عك ولخم حتى خرق الصفوف وأزال أصحاب الحجف عن مواضعهم وهو يقول:

ومبتهج بالموت ما أن يرى له .... عن الفتية الماضين بالأمس مقعدا

قال: وتنافسوا القتال مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، فلم يزالوا يقتتلون حتى أدركهم الليل، فقالت همدان: إنا والله يامعشر عك لاننصرف حتى تنصرفوا.

قال: فبعث معاوية إلى عك أن انصرفوا، فأجلوا يومهم ذلك عن أربعة آلاف قتيل. قال: ثم حمل عمر بن الحصين السكوني على أمير المؤمنين رضي الله عنه وهو غافل فلما كاد الرمح أن يناله استعرضه سعيد بن قيس الهمداني فقصم ظهره بالرمح، فنادى الناس الفارس خلفك يا أمير المؤمنين، فالتفت علي عليه السلام فإذا هو صريع، فقال في ذلك سعيد بن قيس وقد كان قتل الشمرخ فارس ذي رعين:

صفحہ 111