مسائلِ طبیعیات

ابو قاسم بلخی d. 319 AH
98

مسائلِ طبیعیات

اصناف

============================================================

مقالات البلخي مسألة: قال بعض الملحدين: إنكم جعليم أصل دليلكم على الحدث أن الجواهر لا تخلو من الأعراض، وأن الأعراض محدثة ونحن نقر بأن الأعراض محدثة، إلا أنا نزعم أن جوهرا قديما لم يزل خاليا من الأعراض، ثم حدثت الأعراض منه فحدث هذا العالم. فما تنكرون من ذلك؟

الجوات: قال الموحدون: ليس يخلو ذلك الجوهر من أن يكون أعظم من جواهر هذا العالم، أو مثله، أو يكون أصغر منه، أو يكون جزءا لا يتجزا. وأنى ذلك كان؛ فقد وجب فيه وجود عرضي؛ لأن الكبير والصغير عرضان. وعلى أنه إن كان أصغر مقدارا منه فلن يخلو من أحد وجهين: إما أن يكون جزءا أو جسما؛ فإن كان جزء أ لا يتجزأ فإن الفاصل عنه يومنا هذا يجب أن يكون محدثا لا من شيء؛ لأن الصغير لا يكون كبيرا إلا بزيادة، والزيادة حادثة، وإن كان جسما يتجزأ فقد وجب أن فيه أعراضا؛ إما افتراقا أو اجتماعا، وما كان كذلك فهو محدث.

قال الملحدون: بل لم يكن ذلك الجوهر جسما كبيرا ولا صغيرا ولا جزءأ لا يتجزأ ولا موصوفا بشيء من الصفات ثم وصف بها بحدوث الأعراض.

قيل لهم: أهون من هذا أن يقول قائل: إن العالم محدث لا محدث له ومصنوغ لا صانع له ومدبو لا مدبر له، فليس وجود مصنوع لا صانع له، وكتاب لاكاتب له، ودار مبنية لا باني لها بأبعد في الوهم والعقل من جوهر ليس بجسم كبير يتجزأ ولا جزء لا يتجزا.

صفحہ 602