============================================================
ان الخامس: من كتاب عيون المسائل والجوابات 597 الرطب عند أكثرهم، وكذلك الجوهر الحار، وكذلك سائر الطباع. وإذا أردت - أبقاك الله - أن تجوز الألفاظ أمكنك ذلك.
ويقال لهم: إن كان اجتماغ هذه المتضادات على ما رتبيم ممكنا، ولم نكن نحتاج في ذلك إلى قاهر وممسك، فالقوس أثبتنا منها على هذه الجهة أو أردنا ذلك. فإن ما أمكن من هذا تعثر قاهر ولا صانع فهو صانع وقاهر أمكنوا وأجود.
مسألة في الدلالة على إثبات الأعراض وإثبات حدثها: قال بعض الملحدين للموحدين: إنكم احتجتم في حدث الجواهر لحدث الأعراض، ونحن لا نقو بوجود الأعراض، فما حجتكم علينا؟
قال الموحدون: لعل الدليل على حدث الأعراض؛ أن العلم بأن الجواهر لا تخلو من أن تكون متفرقة أو مجتمعة من أوائل العلوم، وما هو قائم في النفس والبداهة، وكذلك العلم أن كل مجتمع فقد يجوز أن يفترق، وكل مفترق فقد يتوهم أن يجتمع، ومن خالف في هذا لم يكن في مناظرته وجه وإذا كان هذا هكذا ثم وجدنا جواهر مجتمعة فلن تخلو من أن تكون مجتمعة بأنفسها، أو بغيرها: فإن كانت مجتمعة بأنفسها لم يجز/ أن توجد مفترقة هذا من أنفسها، (1/104) وقد قلنا إن كل مجتمع فقد يجوز أن يفترق.
وان كانت مجتمعة بغيرها فلن يخلو ذلك المعنى من أن يكون جوهرا فهو مما يجوز أن يجامع ويفارق، وهذا يوجب له غيرا آخر، ثم كذلك بلا نهاية. وهذا محال، ولو عرضا فهو ما قلنا.
من الدليل على ذلك أيضا: أنا نجد الجوهر متحركا، ثم نجده ساكنا من
صفحہ 597