============================================================
مقالات البلخي حد الحي هو أن يكون حساسا أو متحركا. وليس المتحرك داخلا في معنى الحس. فإن قالوا: ليسوا يعقلون هذا ولكنهم يقولون: إن حد الحي أن يكون حساسا متحركا دونه قالوا: هو أن يجوز عليه الحسن والحركة من ذاته لا بمحرك؛ قلنا له لو كان هذا قولهم ما جاز لهم أن يجعلوا النبات عندهم حيا؛ لأنه عندهم لا يحسن، ولا يجوز ذلك عليه، وهو في قولهم حي نام؛ لأن حقيقة الحي إذا كانث أن يجتمع له الأمران: الحسن والحركة، لم يكن حيا إلا من اجتمعا له.
فان قال قائل منهم: إن التبات يحسن، قيل له:/ والحجر يحسن. فما الفصل؟
ثم يقال لأصحابنا: فإن العلم إدراك، والحسن إدراك، فاجعلوا حقيقة الحي أنه يجوز أن يدرك ويقدر ليستوي ما أردتم.
فإن قالوا: فما تصنعون بالألم والموت؟
قلنا لهم: أما الألم فقد ذهب قوم إلى أنه إحساسي لما يؤلم به المؤلم من الضرب وغيره. وكذلك اللذات. وأما الموث فقد تبين أن الحي لم يكن حيا لأنه يجوز أن يموت، وأن الموت لم يجر عليه لأنه حيي بحياته؛ وذلك أن أحدا لا يجهل أن الحي إذا مات فقد تغير عما كان عليه، ولن يتغير الشيء إلا بما يحله ويبقى شيء كان فيه. وكذلك القول في التحرك إن زعم زاعم أنه إن كان حيا لا يجوز أن يتحرك.
وفي التحرك دليل آخر يبطل ما قالوا؛ وهو أنا وجذنا حيا يستحيل أن يتحرك أو يسكن في حال من الأحوال على أصولنا.
صفحہ 624