مسائلِ طبیعیات

ابو قاسم بلخی d. 319 AH
110

مسائلِ طبیعیات

اصناف

============================================================

مقالات البلخي فرق: قيل لهم: لسنا ننكر أن يكون قادر إلا يجوز منه أفعال كثيرة تجوز من غيره من القادرين، والذي أوجب أن القادر قادر هو جواز بعض الأفعال لا كلها؛ لأن الأكل فعل، وليس هو الذي أوجب أن فاعله قادر؛ لأنه قديدل على أنه قادر ما لا يدل على أنه لا يجوز منه فعل الأكل، فكما أنه ليس كلما يجوز من القادر فيما بينا هو الذي إنما كان قادرا من أجل جوازه منه، فكذلك ليس كل ما يجوز من الحي فيما بينا هو الذي إنما كان قادرا من أجل جوازه منه.

فإن قال: فما الفعل الذي له كان القادر قادرا لأنه جاز منه؟

قلنا: هو كل ما جاز أن يقع فعلا للفاعل في غيره، لأنه الذي يدل على أنه قادر يدل على أن ذلك جائز منه، والذي يدل على أن ذلك جائز منه فهو يدل على أنه قادر فقط.

فإن قال: فكأنكم قد زعمتم على أن جواز الفعل للأكل والشرب وسائر ما يحل في الفاعل لا يدل على أن فاعله قادرا قلنا: معاذ الله، بل نقول: إنه لا يدل على أنه قادر فقط، ولكنه يدل على أنه قادر جسم.

وبعد؛ فليس كل ما دل على أن للشيء حقيقة فواجث أن تكون تلك الحقيقة الموجب إنما وجبت لما دل عليها، فجواز الفعل للأكل وإن دل على أن من جاز منه ذلك قادر فليس يجب أن يكون إنما كان قادرا؛ لأن ذلك جاز منه، وإنما يجب أن يكون قادرا بجواز مايدك على أنه قادر فقط، ولجواز الشيء كل ما دل على جوازه، فهذا يدل على أنه قادر، فهو يوجب جوازه منه؛

صفحہ 614