============================================================
مقالات البلخي استدلال: قال بعض الملحدين: لو كان العالم محدثا كان لا بد له من محدث، ولو كان له محدث لم يخل من أن يكون أحدثه لعلة أو لغير علة، فإن كان أحدثه لعلق والعلة لا تخلو من أن تكون محدثة أو قديمة؛ فإن كانت قديمة فقد صح قدم شيء غير الفاعل، وإن كانت محدثة وجب فيها ما وجب في المعلول، (141/با ثم كذلك أبدا بلا نهاية وهذا محال. وإن أحدثه لا لعلة فهو متعخرف غير حكيم، والمتعجرف السفيه عندكم لا يكون قديما.
نقض: قال لهم الموخدون: ليس يخلو من أن تكونوا أردثم علة موجبة، أو الغرض الذي يقال له: علة. فإن كنتم أردثم علة موجبة؛ فالمختار لا يفعله لعلة موجبة، فكأنكم إنما تقولون: لا بد من أن يكون المختار غير مختار، وهذا محال. وإن أردثم الغرض فما أحدث الله العالم إلا لغرض، وهو ما أراد من يقع خلقه.
مسألة: قال الملحدون: إنكم لم تروا الطبائع الموات تصؤر مثل هذا الإنسان، وتبدعه وتحكم صنعه، وتحدث ما فيه من الفعل وبالقوة والسمع والبصر، فكذلك لم تروا حيا قادرا فعل إنسانا، ولا فعل حياة ولا قدرة، فإن أنكرتم فعل الطبائع لأنكم لم تشاهدوه فأنكروا أن يفعل فاعل إنسانا ويصوره؛ لأنكم لم تشاهدوا ذلك.
جوات: قيل لهم: ولا سواء. نحن وإن كنالم نشاهذ حيا فعل إنسانا، وقد شاهذنا
صفحہ 606