وقال رضي الله عنه : اعلم أن النور النبوي محتجب في سماء عزته وعلو رفعته، فاذا أراد الله
تعالى إغاثة النوع البشري وهدايته من ضلالته ، وبسط آثار رحمته، ونشر ألوية أسبابها
بين المخلوقين ، أنزله في القوالب البشرية والأشباح الإنسانية ، رحمة للعالمين ، ولطفا
بالخلق أجمعين، فيمكث ما شاء الله أن يمكث وهو محتجب بعزته، لابسا ثوب صيانته،
مخلوا عن الأشقياء البعداء ، ومجلوا على الأحباب السعداء ، ثم يرجع إلى محله الأعلى
وموطنه الأسمى عند انتهاء أجل ما قدر من أمد مدته، وتقدير سفرته، مودعا [بينهم]،
ما سار من أنواره، وما أودع من أسراره، ناويا رجعته عند فراغ أقواتهم، واشتداد
ظلماته.
فلما انتهى الأمر إلى ختامه، وأذن بدوه بوجود تمامه، من الكريم الوهاب بإبقاء
بركاته وأنواره وخيراته وآثاره إلى يوم البعث والنشور لطفا منه ورحمة ، وكرامة منه لهذه
نامعلوم صفحہ