146

کویون حقائق

اصناف

بقائهما ، حتى يأتي الفناء عليهما جملة ، فيذهب منهما العلوي والسفلي والجزئي والكلي

قضاء لحق توحيد إلهيته، وقياما بحق ربوبيته.

وأما العالم الغيبي والدار الآخرة: فسكان كل قائمون بتوحيده، متوجهون إلى

تعظيمه و تمجيده، وهم بعظيم إلهيته قائمون، وبذكره مشتغلون، (يسبحون اليل والنهار

لا يفترون) عن ذكره ولا يستكبرون، ولا يسأمون من ذلك ولا

يستسخرون، وقواهم بأنوار عنديته، وأيدهم بشهود جمال حضرته، قال تعالى: ( فإن

استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون).

ولذلك: جعل دارهم دار البقاء، وقدس عزائمهم العلية عن نيل حكم سلطان

الفناء، فافهم ههنا عند ذكر العالمين والإنباء عن الوصفين ما نسب إلى أهل الدارين

قال تعالى: ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو

نامعلوم صفحہ