العقود الدرية
العقود الدرية
تحقیق کنندہ
محمد حامد الفقي
ناشر
دار الكاتب العربي
ایڈیشن نمبر
الأولى
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
تراجم و طبقات
وَهَذِه الصِّفَات الثَّلَاث منطبقة على كثير من النَّاس فِي هَذِه الْغَزْوَة كَمَا يعرفونه من أنفسهم ويعرفه مِنْهُم من خبرهم
ثمَّ قَالَ تَعَالَى ﴿لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة لمن كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْم الآخر وَذكر الله كثيرا﴾
فَأخْبر سُبْحَانَهُ أَن الَّذين يبتلون بالعدو كَا ابْتُلِيَ رَسُول الله ﷺ فَلهم فِيهِ أُسْوَة حَسَنَة حَيْثُ أَصَابَهُم مثل مَا أَصَابَهُ فليتأسوا بِهِ فِي التَّوَكُّل وَالصَّبْر وَلَا يظنون أَن هَذِه نقم لصَاحِبهَا وإهانة لَهُ فَإِنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك مَا ابْتُلِيَ بهَا خير الْخَلَائق بل بهَا ينَال الدَّرَجَات الْعَالِيَة وَبهَا يكفر الله الْخَطَايَا لمن كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْم الآخر وَذكر الله كثيرا وَإِلَّا فقد يبتلى بذلك من لَيْسَ كَذَلِك فَيكون فِي حَقه عذَابا كالكفار وَالْمُنَافِقِينَ
ثمَّ قَالَ تَعَالَى ﴿وَلما رأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَاب قَالُوا هَذَا مَا وعدنا الله وَرَسُوله وَصدق الله وَرَسُوله وَمَا زادهم إِلَّا إِيمَانًا وتسليما﴾
قَالَ الْعلمَاء كَانَ الله قد أنزل فِي سُورَة الْبَقَرَة ﴿أم حسبتم أَن تدْخلُوا الْجنَّة وَلما يأتكم مثل الَّذين خلوا من قبلكُمْ مستهم البأساء وَالضَّرَّاء وزلزلوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَالَّذين آمنُوا مَعَه مَتى نصر الله أَلا إِن نصر الله قريب﴾ فَبين الله سُبْحَانَهُ مُنْكرا على من حسب خلاف ذَلِك أَنهم لَا يدْخلُونَ الْجنَّة إِلَّا بعد أَن يبتلوا
1 / 182