ورأينا بعد ذلك أن نذكر ما صح عندنا فيها من النظر والسماع، وترقي الناظر فيها كم حضيض التقليد إلى اليناع، فضمدنا تصحيح ذلك تصحيح السماع على حي سيدي ووالدي أمير المؤمنين جعل الله عز وجل روحه الشريف في أشرف البقاع، وما سمعناه عن غيره من العلماء من أهل البيت عليهم السلام وعلماء شيعتهم الكرام، وجعلناه على طريق أبي القسم ليكون وفق الأبيات للمرتاد .................، وجعلناه فصلين وقسمناه قسمين:
الأول: في تواريخ السور وعدد آياتها وكلماتها وحروفها، والإشارة إلى تفاصل الآي الشريفة، وفصل كل سورة من السور.
والثاني: في الناسخ والمنسوخ بعد تقويم الصعر وإن كان الأئمة عليهم السلام لم ينبذو ذكر ظهريا ،ولا تركوا المختلف فيه شيئا قربا بيد أن أكثرهم ذكره منهمكا في ما ألقوه من التفاسير، فأضحى على زايد الآية العبء العسير، ولم اخل جل ما ذكرته من الآيات المنسوخات من ذكر شيئ من معناها، وكشف غشاها عن وجهها لشيم شابها، ولربما أفكر في شيئ منها سبب النزول وأنصب بكل ربع آية للغاشم الجهول ووسمته ب(عقود العقبان في الناسخ والمنسوخ من القرآن)، وهذا حين الإبتداء فيه، ومن المسدى للنعم التوام، والمولي للمنن الجسام بلوغ المرام وإليه أرغب في الإعانة في المبدأ والتمام.
فحسبي الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم الكفيل [5].
قلت: حمدت إله العرش ذا المن والفضل، وشكرا على الإحسان .......الحمد هاهنا الشكر أن كان بإزائه نعمة ولولم يكن بإزئه نعمة كان من المدح، يقال : حديث الرجل أحمده حمدا ومحمدة فهو حميد ومحمود، والفرق بين الحمد والشكر أن الشكر لا يعود إلى نعمه والحمد على نعمه وغيرها، الإله المفزع على أخذ التأويلات، وله موضع يأتي بيانه..... إن شاء الله تعالى العرش سرير الملك: قال الشاعر :
به أدركتما عبسا وقد ثل عرشها
وذبيان أدولت بإقدامها الفعل
يقال: ثل عرش فلان أي ذهب عرشه، ووهي......
صفحہ 8