قال: نعم أخبركم، أما القبر فيقول: اللهم ألعن مبغضي محمد وآل محمد، والزرزور يقول: اللهم اسألك قوت يوم بيوم بأرزاق، الدراج يقول: الرحمن على العرش استوى، والديك يقول: اذكروا الله يا غافلين، والضفدع يقول: سبحان المعبود في ... البحار، والحمار يقول: اللهم ألعن...... والفرس يقول في صهيله إذا التقت الفئتان ومشى بعضهم إلى بعض سبوح قدوس رب الملائكة والروح.

قالوا: ياابن عباس نشهد أن لا إله إلا اله وأن محمدا عبده ورسوله، وأسلموا وأحسن إسلامهم.

وأما الإشكال الثاني في جمعهم جمع عاقل.....لما خاطبهم الله تعالى وحكى عنهم جعلهم كأنهم عقلا ترحه الخطاب إليهم وتعدد الجواب عنهم.

قال هبة الله: هذه الآية منسوخة بالاستثناء الذي هو قوله سبحانه: {إلا الذين تابوا وأصلحوا}، وهذا غير صحيح إذ من حق الاستثناء الاتصال بالمستثنى منه، والنسخ شرطه أنه يكون متراخيا، ولهذا زيف قول ابن عباس رضي الله عنه أن الاستثناء يعد سنة جائز ويول على ما هو مقرر على مواضعه رعاية لحق ذلك الخبر، ولعل هذا من أبي القاسم توسع لا أنه يذهب فيه إلى النسخ الحقيقي، فمثله من يغيب عنه ذلك.

الآية التاسعة

قوله عز وجل: {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم}

التحريم نفس التحليل وهو الممنوع عقلا أو عقلا وشرعا.

الميت: من سلبت روحه حقيقة وهو مجاز في الأرض مالم تعمر، ومنه موات الأرض، وقد قيل: أن ميتا مشددا لمن لم يمت بعد، وهو بالتخفيف لمن قد مات، ومنه قول الله تعالى:: {إنك ميت وإنهم ميتون}.

وقيل: معناهما واحد، وقد جمعهما الشاعر:

ليس من مات فاستراح بميت

صفحہ 104