والوجه في ذلك أنه لوكان المعدوم شيا لوجب أن يكون الجوهر جوهرا في العدم ويكون متحيزا إذ ليس يحيز الجواهر مرار أبدا إلى ذاته بدليل أنه لايصح أن يعلم أحدهما بالإنفراد دون الأخر فكان يحسن التعلم لتحيز من دون الجوهرا ويعلم الجوهر من دون التحيز ومعلوم خلافه ولايجوز أن يكون متحيز في حال العدم لإنه لو كان كذلك لوجب أن يكون مرتب والواجب أن بكونو إما متحرك وإما ساكن وإما مجتمعا واما مفترقا إذ ليس يعقل أن يكون شاغل للهجه ولايكون كائن فيها بدليل أنه لايصح أن ينفرد واحد منها بالعلم عن الآخر والآن لوكان كذلك لما اختلف العقلاء فيه والخلاف فيه ظاهر وأما أنه لايعلم بدليل فلإنه لو كان ارد بذلك وذلك التعليق ليس إلا أن يكون تلك الذات المعدومه مؤثره في الدليل الذي تقدم [ص88] العلم به عليها كالشر ذات الباري تعالى في الدليل عليه وهو العالم أويكون تلك الذات المعدومه أثر على الدليل كما يقول في كونه عدلا حكيم فإنه كالاثر عن كونه عالم غني أويكون ذلك الدليل ودليلها لذلك أحدهما على الآخر بواسطه دلائله على الموثر فيهما أو في مايوثر فما يوثر فيهما على طريق البهشميه واي من ذلك لايصح في المعدوم فإن ذاته ليست في حاصله عن موثر لإنفرادها ولامع غيرها ولايؤثر في العدم لإنفرادها ولامع غيرها فلايصح أن يكونو عليها دليل والكلام في المعدوم عريض طويل وموضعه كتب اصول الدين.
فضلها: عن الإمام المرشد بالله عليه السلام عن ابي رضي الله عنه بالإسناد المتقدم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله [وسلم] ومن قراء سورة {هل أتى على الإنسان} كان جزاءه على الله جنة وحريرا.
(سورة عبس)
حكى أبو القاسم الخلاف في تاريخها على قولين من غير تعيين ارباب وقال غيره مكيه إجماعا.
آياتها: اربعون في الشامي وإحدى واربعون فب البصري وخمسة واربعون(.....ص89) وإثنان واربعون في الباقي.
صفحہ 147