عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
اصناف
قال ممثل امرأة العزيز: ما بالك ثم ما بالك، وما تلك الظنون التي يصورها خاطرك وبالك، أفكلما عرضت عليك شكواي زاد جفاؤك، وكلما آنست مني إقبالا كان جزاءه صدك وإباؤك، فإن كان غرضك بذلك أن تجل لدي اعتبارا، وأن تريني نجوم ليل المحبة في أفق الصدود نهارا، فقد أصبت محجة الرشاد، وكنت أول من ساد بالاطلاع على أسرار الحب وشاد، لا سيما لإفراغك وسائل الدلال في قالب الوعظ، وتكلفك الصبر على المخاطبة معي بما مر من اللفظ، وإن كنت في الحقيقة مستعصما غير راض، وآثرت معاذ الله أن تتمسك بأذيال الإعراض، فقد أخطأت خطأ مبينا، وأبطأت في انتهاب وانتهاز هذه الفرصة يقينا. ثم غلقت الأبواب وقالت: هيت لك، ودونك امرأة ملك بل شقيقة ملك، وقدت قميصه من دبر واستبقا الباب، وألفيا سيدها فألبست عليه التمييز بين القشر واللباب.
الفصل الثاني: في ما جرى ليوسف عليه السلام مع فوطيفار وزير فرعون مصر
قال ممثل امرأة العزيز: أيها القرين الكريم، ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم؟!
قال فوطيفار: من ذا الذي أحب أن يأتي هذا المنكر في بيوت الوزراء، ويجعل نفسه هدفا لبطش الأمراء دون مراء، من هو حتى أجاريه في أمر الإساءة الذي احتار لنفسه مضماره، وأجازيه على ما سولته له نفسه الأمارة، من هو حتى أكفر إساءته بالسجن الدائم، ولا أحرمه لوم عاذل على غوايته ولاثم.
قال ممثل امرأة العزيز: هو الغلام العبراني الذي أقمته على دارك وكيلا، وفوضت إليه فيها التصرف كما لو كان أصيلا، اختلجت بصدره من العدوان خوالج، وتأججت بجوانحه وجوارحه نيران لواعج، وقد أمسك بي فعمدت إلى الفرار، لأتخلص من عبد سيئ يريد العبث بالمحصنات الأحرار، والحمد لله الذي أعثرك فيه لتحكم عليه بما تريده وتصطفيه.
قال ممثل يوسف عليه السلام: ماذا أقول لأثبت براءة ساحتي إثباتا كليا، وأميط قناع الإقناع عن وجه الحقيقة ظاهرا جليا، ولا سبيل للحصول على تلك الغاية، أو الوصول في مقام المحاجة إلى حد الكفاية، هذا مع كوني لا أقدم على تفنيد كلامها، أو المسيس - معاذ الله - بشرف مقامها.
هذه قصتي وهذا حديثي
ولك الأمر فاقض ما أنت قاض
ثم أنشأ يقول ما معناه:
زادك الله رفعة ومقاما
نامعلوم صفحہ