عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق
اصناف
فلا يغرركم مني ابتسام
فقولي مضحك والفعل مبك
ويا للرزء من رزء جليل
يطول به التوجع والتشكي
فهلم نستمطر لرثائه سحب الدموع من سماء الجفون، ونفجر على ذكرى مآثره المبرورة عيون العيون، فقد عز علي الصبر على فقده، ولا أعلم يا إخوتي من يكون لنا بمنزلته من بعده.
قال بعض أصحابه: فسح الله لسيدي في أمد بقائه، وشرح صدره للمطالعة في كتاب عزائه، لقد عظمت لدينا الفجيعة التي فجعك بها الحدثان، وحق علينا أن نشاركك في بث لواعج الأشجان، دفعا لغائلة الهم بجيش التعزية، ورفأ لثوب الغم بخياط التسلية.
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة
يواسيك أو يسليك أو يتوجع
وفي علم مولاي كتب الله له بذلك أجرا، وألهمه على هذا المصاب عزاء وصبرا، أن هذه الدنيا ليست بدار إقامة، بل هي سفينة يتوصل بها إلى بر سلامة أو ندامة، فيا سعادة من تزود منها بالأعمال الصالحة، وكانت تجارته في سوق الحياة الدنيا رائجة رابحة، ويا شقاء من باء منها بصفقة خاسرة، ولم يتزود في أولاه بزاد الآخرة، ولا ريب أن أباك قد ورث الجنة بأعماله، وانبعث في أفقها من شمس الهداية شعاع كماله، يتهلل فرحا بالفوز في مصاف الأنبياء، ومن أعقب فكأنه في عداد الأحياء، فطب نفسا بما أوتي من جزيل الثواب، واعلم أن الرضى بحلول القضاء عين الصواب، وقاك الله شر انتياب النوائب، وجعل هذا الرزاء خاتمة ما ألم بك من المصائب.
الفصل الثاني: فيما خاطب به الإخوة يوسف عليه السلام
نامعلوم صفحہ