فأطلت السيدة فارس من الباب وسألت قائلة: ماذا جرى؟
فصمتت الأصوات! وساد السكون!
فاقتربت السيدة فارس من الجماعة وقالت مذعورة: إن في الأمر حادثة تتعلق بي! قولوا حالا! فهل طرأ طارئ على فارس.
فقال لها المدير: هدئي روعك!
فقالت: ولكن تكلم! لا تخف! هل طرأ طارئ؟ - أجل، طارئ! - أطلعني عليه! هل مات فارس؟ - لا لم يمت، ولكنه يطلب أن يراكم وهو الآن في مستشفى «بيروت» فعجلوا بالذهاب حالا قبل أن يفوتنا القطار.
فألحت النساء بمرافقتهم ولكن السيدة فارس رفضت ذلك وقالت: لم يبق لدينا من الوقت إلا خمس وثلاثون دقيقة فجيب أن تساعدوني. فتقدم فريد من المدير وسأله قائلا: كيف وقع الحادث يا سيدي؟ - آه يا ولدي، لقد أمسكت الحقيقة عن هذه المسكينة! إن فارس قد أصيب بحروق فظيعة في حين كان يقوم بواجبه، وهو الآن في المستشفى يتردد بين الموت والحياة، ولكن حالته تنذر بخطر عظيم، وقد لا يمضي عليه وقت قصير حتى يسلم الروح!
7
وصلت السيدة فارس وأتباعها إلى المستشفى فوجدت زوجها في حالة خطرة؛ فعندما أبصر فارس امرأته وأولاده ضمهم إليه وقال: لست آسفا على حياتي؛ لأنها كانت سعيدة وصالحة!
ثم التفت إلى فريد وقال له: لقد أصبحت رجلا يا فريد فأنا أعهد إليك بعائلتي.
قال هذا وضم الصليب إلى صدره الميت واستطرد قائلا بصوت لا يزال قويا: إلهي! لقد قمت بواجبي بدون أن أفكر بهم! ... إلا أنني أموت مغبوطا؛ لأني واثق بك، عالم أنك لا تميل عنهم في طريق الحياة.
نامعلوم صفحہ