القطة أعرض قليلًا مما قبله، وطول سنه في مقدار الإبهام. وأفسدها ما زاد على ذلك أو قصر عنه.
ويضع الرجل السكين على رأس الأنبوب مستويًا، وتكون يده لا يمينًا ولا شمالًا ولا معوجَّة ولا منقلبة لكي لا تعمد قليلًا إلى الانحراف باليد اليمنى التي تقبض على السكين لكي تقطع، ويمرّ السكين على الانبساط لا قائمة الحرف فينثلم القلم وتتشعّب نواحيه، ويضعها متوسطة لتسلم حافتا القلم، ثم ينحت قليلًا قليلًا على مهل كنحت الخلال.
وليكن شحم القلم متوسطًا، لا ثخينًا ولا رقيقًا، فإنه أوطأ للقلم. فإنه إن كان شحمه كثيرًا كان القلم بطيئًا، وإن كان رقيقًا كان جاريًا ضعيفًا.
قال بعضهم وقد أطنب في التفسير والتعليم: إذا ابتدأت بقطع القلم فليكن قطعك بإزاء نبات الأنبوب فإنه قلَّ ما يفسد بري القلم على ذلك. وإذا أردت نحت القلم فلا تبتدئ بالحرفين ولا بالوسط ولا بالشحم، فإنك إذا أمَلْتَ السكين إلى تحت جانب طال عليك استواؤه في التعديل واحتجت إلى تعطيله.
وليكن ابتداؤك بوسط الحرفين لكي تأمن التواءه ويصير أسفله حذاه. وليكن السن الأيمن أملأ من السن الأيسر، وذلك حق الكتابة فإن كان الأيسر أملأ من الأيمن رشش وأفسد الكتابة. ويجب أن تتثبت في وقت شق القلم، ولا تعجل فتزلّ عن الصواب، لأن جودة القلم تكون بتعديل شقه على ما هو موصوف، به وكذلك قطه.
وحق السن الأيمن الامتلاء، والسن الأيسر دون ذلك. فإذا عملت على ما وصفت لك فاقطط قطًا متوسطًا لا بالطويل ولا
1 / 29