أنها كانت عيدانًا مكتوبًا على رؤوسها أسماؤهم. وقال بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى: ﴿يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ﴾، هو الخط الحسن.
وعن النبي ﷺ أنه قال: الخط الحسن يزيد الحق وضوحًا وقال بعض البلغاء: ببكاء الأقلام تبتسم الكتب، والقلم صائغ الكلام، يفرغ ما تجمعه القلوب، ويصوغ ما يسكبه اللبُّ، وما أثمرته الأقلام لم تطمع في دروسه الأيام. بل القلم شجرة ثمرها الألفاظ، والفكر لؤلؤة ثمرتها الحكمة.
صفة انتخاب الأقلام الجيدة واختيارها
واختلاف بريها عن أجناس الخطوط، وصفة الدواة واختيار آلاتها:
اعلم أن الأقلام الجليلة خمسة وهي قلم الطومار وقلم الرياس وقلم الثلثين وقلم النصف وقلم الثلث وهو أخفها، وهي في ثقل الخطوط على مقدار ترتيبها، ويقدم بعضها على بعض. الثلثان دون الطومار في الثَّقل إلا أنه مولّد منه، والرياسي أقل من قلم النصف بسدس. ومعنى ذلك هو أن الزمان الذي يكتب فيه صاحب الطومار رسالة محدودة، يكتبها صاحب قلم الثلثين في ثلثيه، ويكتبها صاحب النصف في نصفه، ويكتبها صاحب الثلث في ثلثه، وأما الرياسي فزمانه طويل. وأشرف الخط هذه الأقلام الخمسة، وغيرها واقع دونها مثل خفيف الثلثين وصغير النصف والوشى المنمنم وغبار الحلبة وخط المؤامرات وخط السجلات وخط الحرم وهو الكوفي. والله تعالى أعلم.
وأفضل الأقلام المعتدل الحالات في الدقة والغلظ والتبطين والطول والقصر وما أخذ من جانبيه بقَدَر، وجعل موضع القطة أعرض قليلًا من وسطه، ورأسه في مقدار إصبع الإبهام، وشقاه متشاكلين في الدقة والرقة، وشقه يكون متوسطًا إلى ثلثي رأس القلم لأنه إن جاوز ذلك سود يد الكاتب وأبطل عمله. وإذا طال رأس القلم فهو أخف وأضعف، وإذا قصر فهو أغلظ وأقوى.
والمحمود في الطويل منها ما كان له شحم ولم يكن محرَّفًا لئلا يجتمع عليه القط الغليظ من جهة التبطين والتحريف.
والأقلام إذا كانت مستوية القط جاء الخط خفيفًا غير مليح، وإذا كانت محرفة جاء الخط ضعيفًا ضاويًا. فأحسنها وأجودها المتوسط بين الطول والقصر والدقة والغلظ والتحريف والاستواء. والمحرف والمبطّن أشبه
1 / 27