بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين، وهو المعين
الحمد لله المنعم المفضال، الكبير المتعال. وصلاته وسلامه على محمد خير آل. وبعد:
فإني جمعت في هذا الكتاب المسمى عمدة الكُتَّاب وعدة ذوي الألباب ما لا غنى للكاتب عنه من الصنائع، وما يتعلق بالكتابة من الغرائب والبدائع مما جربته وانتخبته واستملحته مما لا يسع الكاتب تركه وإهماله، وتكمل الكتابة بتعلمه وإتقانه.
وقسَّمته على اثني عشر بابًا، كل باب يشتمل على فنون عجيبة وأمور غريبة، ليسهل على من طلب فنًا من الفنون نظره في بابه من غير تعب ولا إمساس نصب. والله ولي التوفيق، وهو حسبي ونعم الوكيل.
1 / 23
الباب الأول: في فضل القلم والخط وانتخاب الأقلام الجيدة واختيارها
واختلاف بريها على أجناس الخطوط، وصفة الدواة.
واختيار آلاتها من السكاكين وغيرها.
الباب الثاني: في عمل أجناس المداد.
الباب الثالث: في عمل أجناس الأحبار السود.
الباب الرابع: في عمل أجناس الأحبار الملونة.
الباب الخامس: في عمل الليق.
الباب السادس: في تلوين الأصباغ وخلطها.
1 / 24
الباب السابع: في الكتابة بالذهب والفضة وما يقوم مقامها.
الباب الثامن: في وضع الأسرار في الكتب.
الباب التاسع: في عمل ما تمحى به الكتابة من الدفاتر والرقوق.
الباب العاشر: في عمل الغراء من الحلزون، وحل غراء السمك، وإلصاق الذهب والفضة، وصفة مَصَاقله وصقله، وأقلام الشعر والريش وجميع آلات الذهب والفضة.
الباب الحادي عشر: في عمل الكاغد، وتوشية الأقلام ونقشها، وسقي الكاغد وتعتيقه.
الباب الثاني عشر: في صفة التجليد والجلد وجميع آلاته حتى يستغنى عن المجلدين وآلاتهم.
1 / 25
الباب الأول
في فضل القلم والخط
قال الله ﵎: ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾، وقال رسول الله ﷺ: إن أول ما خلق الله ﷿ القلم، فقال له اجْرِ، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة. وقال ابن عباس في قول الله تعالى: اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم، أي كاتب حاسب. ومن جلالة القلم أنه لم يكتب الله ﷿ قط كتابًا إلا به. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ﴾ قال: الخط الحسن.
وجاء في التفسير في قوله تعالى: ﴿إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ﴾
1 / 26
أنها كانت عيدانًا مكتوبًا على رؤوسها أسماؤهم. وقال بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى: ﴿يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ﴾، هو الخط الحسن.
وعن النبي ﷺ أنه قال: الخط الحسن يزيد الحق وضوحًا وقال بعض البلغاء: ببكاء الأقلام تبتسم الكتب، والقلم صائغ الكلام، يفرغ ما تجمعه القلوب، ويصوغ ما يسكبه اللبُّ، وما أثمرته الأقلام لم تطمع في دروسه الأيام. بل القلم شجرة ثمرها الألفاظ، والفكر لؤلؤة ثمرتها الحكمة.
صفة انتخاب الأقلام الجيدة واختيارها
واختلاف بريها عن أجناس الخطوط، وصفة الدواة واختيار آلاتها:
اعلم أن الأقلام الجليلة خمسة وهي قلم الطومار وقلم الرياس وقلم الثلثين وقلم النصف وقلم الثلث وهو أخفها، وهي في ثقل الخطوط على مقدار ترتيبها، ويقدم بعضها على بعض. الثلثان دون الطومار في الثَّقل إلا أنه مولّد منه، والرياسي أقل من قلم النصف بسدس. ومعنى ذلك هو أن الزمان الذي يكتب فيه صاحب الطومار رسالة محدودة، يكتبها صاحب قلم الثلثين في ثلثيه، ويكتبها صاحب النصف في نصفه، ويكتبها صاحب الثلث في ثلثه، وأما الرياسي فزمانه طويل. وأشرف الخط هذه الأقلام الخمسة، وغيرها واقع دونها مثل خفيف الثلثين وصغير النصف والوشى المنمنم وغبار الحلبة وخط المؤامرات وخط السجلات وخط الحرم وهو الكوفي. والله تعالى أعلم.
وأفضل الأقلام المعتدل الحالات في الدقة والغلظ والتبطين والطول والقصر وما أخذ من جانبيه بقَدَر، وجعل موضع القطة أعرض قليلًا من وسطه، ورأسه في مقدار إصبع الإبهام، وشقاه متشاكلين في الدقة والرقة، وشقه يكون متوسطًا إلى ثلثي رأس القلم لأنه إن جاوز ذلك سود يد الكاتب وأبطل عمله. وإذا طال رأس القلم فهو أخف وأضعف، وإذا قصر فهو أغلظ وأقوى.
والمحمود في الطويل منها ما كان له شحم ولم يكن محرَّفًا لئلا يجتمع عليه القط الغليظ من جهة التبطين والتحريف.
والأقلام إذا كانت مستوية القط جاء الخط خفيفًا غير مليح، وإذا كانت محرفة جاء الخط ضعيفًا ضاويًا. فأحسنها وأجودها المتوسط بين الطول والقصر والدقة والغلظ والتحريف والاستواء. والمحرف والمبطّن أشبه
1 / 27
بخط الورق والدفاتر، فأما غيرهما فلا يحتمل ذلك.
والجيد من الأنابيب ما كان معتدلًا في طوله وجسمه وصلابته. والمختار منها ما احمرَّ جوفه وكثر شحمه. وحق هذا القلم إذا كان على هذه الصفة أن يبرى من رأسه وهو الموضع الغليظ من الأنبوب. وإذا كان ضدّ ذلك فهو ضعيف. فيجب أن يبرى من أسفله لأنه أقوى من رأسه وهو الموضع الدقيق من الأنبوب.
واعلم أنه لا يتهيأ لصاحب المحرف إدارة يده كإدارة صاحب المستوى فيجب أن تكون القطة مستوية، لها قربة من الشق الأيمن تخالها محرفة. ويجب أن يكون شق القلم في وسط سنه، ويكون إلى مقدار عقدة الخنصر في رأسه.
والقلم الذي يكتب به الرياسي - خاصة وهو أغلظ الأقلام - يكون بريه بتقليل الشحم في رأسه، لأنه إذا كان الشحم من أوله إلى آخره على استواء لم يجر القلم ولم يكن لخطه حُسن وفسد، وإذا كان رأسه أكثر شحمًا لم يكتب. فينبغي أن يعمل بحسب ذلك إن شاء الله تعالى.
وخط المستوى من الأقلام أقوى وأصغر وأبقى، وهو بمذهب الكُتّاب أشكل وأحسن، وخط المحرف من الأقلام أضعف من غيره وأحلى، وهو بخط الورق أشبه. والمتوسط بينهما يجمع ما فيهما.
وما في رأسه طول من الأقلام فهو يعين اليد الخفيفة على سرعة الكتابة، وما قصر منها كان على ضد ذلك. وإذا طال سنّ القلم كان خطه أخف وأضعف، وإذا قصر كان خطه
أقوى وأصقل.
فأما الذي يُختار ويُقدَّم فالمتوسط في الأمور الحالات الثلاث: المعتدل بين الطول والقصر، والنحافة والغلظ والتحريف والاستواء. وأحمد الأقلام بعد هذا كله ما أرهف من جانبي وسطه حتى تكون
1 / 28
القطة أعرض قليلًا مما قبله، وطول سنه في مقدار الإبهام. وأفسدها ما زاد على ذلك أو قصر عنه.
ويضع الرجل السكين على رأس الأنبوب مستويًا، وتكون يده لا يمينًا ولا شمالًا ولا معوجَّة ولا منقلبة لكي لا تعمد قليلًا إلى الانحراف باليد اليمنى التي تقبض على السكين لكي تقطع، ويمرّ السكين على الانبساط لا قائمة الحرف فينثلم القلم وتتشعّب نواحيه، ويضعها متوسطة لتسلم حافتا القلم، ثم ينحت قليلًا قليلًا على مهل كنحت الخلال.
وليكن شحم القلم متوسطًا، لا ثخينًا ولا رقيقًا، فإنه أوطأ للقلم. فإنه إن كان شحمه كثيرًا كان القلم بطيئًا، وإن كان رقيقًا كان جاريًا ضعيفًا.
قال بعضهم وقد أطنب في التفسير والتعليم: إذا ابتدأت بقطع القلم فليكن قطعك بإزاء نبات الأنبوب فإنه قلَّ ما يفسد بري القلم على ذلك. وإذا أردت نحت القلم فلا تبتدئ بالحرفين ولا بالوسط ولا بالشحم، فإنك إذا أمَلْتَ السكين إلى تحت جانب طال عليك استواؤه في التعديل واحتجت إلى تعطيله.
وليكن ابتداؤك بوسط الحرفين لكي تأمن التواءه ويصير أسفله حذاه. وليكن السن الأيمن أملأ من السن الأيسر، وذلك حق الكتابة فإن كان الأيسر أملأ من الأيمن رشش وأفسد الكتابة. ويجب أن تتثبت في وقت شق القلم، ولا تعجل فتزلّ عن الصواب، لأن جودة القلم تكون بتعديل شقه على ما هو موصوف، به وكذلك قطه.
وحق السن الأيمن الامتلاء، والسن الأيسر دون ذلك. فإذا عملت على ما وصفت لك فاقطط قطًا متوسطًا لا بالطويل ولا
1 / 29
بالقصير، ويكون إلى الطول أميل، وذلك اختيار جميع الكتاب. فإذا كان ذلك فهو حق البري.
وليكن قطك إذا قططت إلى الاستواء على عادة جودة البري، وتقط على نحو ما وصفنا، ويكون تام الطول ليقبض عليه متمكنًا منه ويفضل أعلاه على اليد. فاعلم ذلك.
وينبغي أن تبادر بقط قلمك ما دام سنُّه ملتزقًا قبل انفتاحه، فإنه أجود من قطه وهو مفتوح،
لأنك إن قططته وقد انفتح قليلًا لم تأمن من تشعثه وفساده، وإن تفاحش انفتاحه وقططته بعد ذلك فلا بد من فساده. وبهذا يعرض الفساد لأقلام العامة ممن لا علم له ببري القلم لأنهم لا يشعرون به. وربما قطه بعد أن يكتب به، وتلك حال من لا يبالي بهندسة الخط وإقامة صناعته.
صفة سكين البري:
فأما السكين فينبغي أن تكون من حديد أجود ما يكون وأحدُّه وأعتقه، ويكون وسطها أدق من صدرها، لأنها إن كانت على ما وصفت لك تمكن باري القلم من بريه ونحته بدقة وسط السكين وتخصير وسطها، وإن
1 / 30
كانت على غير ذلك جاء بري القلم منفتح الوسط. ويحتاج بعد ذلك إلى سكين أخرى للقط غير سكين البري والنحت فإنه أجود للقط.
صفة سكين القط:
وتكون هذه السكين أحدّ ما تقدر عليه من الفولاذ وأجود سقيًا. وأجود ما يكون سقي بالزيت فإن السكين لا تكاد تنثلم.
صفة المقط:
وينبغي أن يكون المقط من خشب صلب جدًا، ولا يكون مربع الجوانب ولا مسدسًا، بل يكون مدَّورًا أملس، فإن القط يكون عليه أجود، لأن المربع ربما لم تقع السكين على كمية تربيعه فتحتاج إلى قط ثان، ويخشى عند ذلك الفساد عليه. والمسدَّس ربما وقعت السكين على حرف التسديس فلا يجيء القط جيدًا. والمقط المدور أوطأ للقط وأمكن.
صفة الدواة وما يصلح لها من الآلات:
فأما الدواة فينبغي أن تكون من أحسن الخشب وأغلاه ثمنًا كالأبنوس والصندل.
وتكون مقدار عظم الذراع أو أقل قليلًا، وتكون واسعة البطن مما تسع خمس أقلام للكُتّاب، وللملوك سبعة أقلام تفاؤلًا لهم بملك السبعة أقاليم. وتكون الدواة موضع الليقة مدورة غير مربعة. والعلة في ذلك أن المربع يجتمع المداد في زواياه القائمة عند ملتقى أضلاع تربيعه فلا يقع عليه تحيك فيركد هناك ويطول مكثه فيفسد ويصير له ريح منتنه، ويتغير لونه
1 / 31
فيتغير بذلك ما قرَّ منه وما يليه من المداد المستمد في لونه ورائحته.
1 / 32
الباب الثاني
في عمل المداد وأصنافه
صفة مداد صيني يشبه الحبر:
تأخذ من المداد الفارسي الجيد ما شئت فتسحقه بلبن حليب ثلاثة أيام، كلما جفّ سقيته اللبن وسحقته. ثم صيِّره صحائف فإنه يجيء مثل السَّبج.
صفة مداد مثله يشبه الحبر:
يؤخذ اللاّزِوَرَد ودخان النِّفْط وصمغ السقمونيا وصمغ عربي ودخان عقد الصنوبر من كل واحد جزء، فيعجن بماء الصمغ ويستعمل إن شاء الله تعالى.
صفة مداد هندي:
تأخذ سمن البقر ودهنًا من الأدهان مثل السمن ومثل دهن البان والخيري والبنفسج والنفط، أيّ دهنٍ كان، وتضعه في إناء وتضع عليه إناء آخر وتوقد تحت الإناء الذي فيه الدهن أو السمن أو أيّ دهن أردت حتى يصير الدهن أو السمن كله دخانًا قد صُعِّد في
1 / 33
سماء الإناء الأعلى، فتجمعه وتعمل بهذا الدخان كما عملت بالمداد الأول. وهذا السواد يصلح خضابًا لسواد الشعر إن شاء الله تعالى.
صفة مداد هندي آخر:
يؤخذ جوز الأرز أو ثمر الصنوبر اليابس أو هما جميعًا ويجعل في جرة جديدة، ويبيَّت في الفرن حتى يصير فحمًا، ويخرج من الغد وينعَّم سحقه أيامًا في صَلاَية ويسقى بماء الآس المطبوخ وشيء من الزاج المعمول على الصفة المذكورة. فإذا استحكم سحقه بماء الآس يجفف ويسحق بماء الصمغ لكل رطل من الفحم المسحوق أوقيتان من ماء الصمغ، وإن زيد قليلًا لم يضرّه. وإذا اشتد في صلاية نزع منها وعجن وترك في الظل يجيء حسنًا إن شاء الله تعالى.
صفة مداد كوفي:
خذ قشر الرمان وأحرقه وخذ رماده فاعجنه بلبن حليب وشيء من صمغ مبلول، ثم اجعله
أقراصًا وجففه في الظل فإنه أجود ما يكون من المداد إن شاء الله تعالى.
صفة مداد كوفي غيره:
خذ عفصًا روميًا فاحرقه حتى يصير فحمة، ثم اسحقه بماء الصمغ
1 / 34
القَوْظ واجعله أقراصًا وجفِّفه في الظل يأتيك جيدًا إن شاء الله تعالى.
صفة مداد كوفي آخر:
خذ ما شئت من نَوَى النمر، ثم اجعله في قُلَّة وطيِّن فمها، وألفها في أتون حامي يومًا وليلة حتى يحترق، ثم أخرجه، فإذا برد فتحت القلة وأخرجت النوى وقد صار مثل الرماد، فتسحقه سحقًا جيدًا، وتنخله بخرقة صفيقة، ثم تأخذ صمغًا فتعجنه به في كل يوم مرتين وتجعله أيضًا أقراصًا وتجفِّفه في الظل يأتي غاية إن شاء الله تعالى.
صفة مداد فارسي:
خذ نوى التمر الذي قد نضج في النخل فاجعله في جرَّة على قدر ما تريد منه، وطيِّن الجرة بطين الحكمة وقد صيرت على فمها خرقة قبل الطين. فإذا طينتها دعها حتى تجف قليلًا. ثم إن شئت أوقدت عليها الحطب الجزل من غدوة إلى الليل، وإن شئت أدخلها فرن الحدادين. فإذا أخرجتها من النار اتركها حتى تبرد وأخرج ما بها فإنه يخرج أسود كالفحم واسحقه في صلاية وأسقط ماء الصمغ العربي حتى يتفكك ثم اجعله أقراصًا على قدر ما تريد إن شاء الله تعالى.
صفة مداد عراقي:
تؤخذ الشقائق فتحشى في القوارير الدقاق وتدفن في سرجين الدواب حتى تذوب وتصير ماءً وتنحل، ثم تعمد إلى القراطيس فتحرقها وتجمع ما احترق منها بذلك الماء وترفعه إلى أن يجف في الظل، ثم يؤخذ منه وزن
1 / 35
درهم، ومن ماء الصمغ العربي وزن درهم ومن العفص المسحوق وزن نصف درهم، فيسحق الجميع ببياض البيض، ويبندق ويجفف كما ذكرنا آنفًا، وتحشى به الدواة عند الحاجة إليه مع ماء السلق وهو أجود ماء لها.
صفة مداد أهوازي:
يُبدأ فيبنى قبة كبيرة لا ثقب فيها ولا كُوّة، ويُبنى وسطها دكان مربع ويجعل على الدكان سندروس وشعير، ثم تُشعل فيه النار، ثم يُسدّ باب القبة ويترك حتى يحترق كله، ثم يُبرَّد ويُفتح الباب ويجمع الدخان بمناخل، ثم تؤخذ الجلود التي تسقط من أصحاب الرقوق والرقوق التي تُكتب فيها المصاحف فتوضع في قدر ويصب عليها الماء وتوضع على النار، فإذا انحلت وصارت مثل الغراء فاعجنه بذلك الغراء، واجعله أقراصًا وجففه واستعمله.
1 / 36
صفة مداد صيني:
تأخذ من دخان الحمص المنخول عشرة أواق، ومن الباقلاء المسحوقة ثلاثة أواق وتخلطهما جميعًا بالسحق، وتصب عليهما من ماء السلق وزن خمسة دراهم وخمسة دراهم ملحًا ووزن ثلاثة دراهم قلقنتا. تسحق الجميع سحقًا جيدًا، وتتركه حتى يجف ويصير ذرورًا، ثم تسحق له وزن ثلاثين درهمًا صمغًا عربيًا وثلاثة دراهم كثيراء فيبلاَّ بالماء وتعجن به الذي سحقت، وتجعل منه أقراصًا تجفف في الظل، وتضيف عليه إذا احتجت إليه بعد السحق ماء الصمغ يأتي غاية.
صفة مداد يشبه مداد دخان الحمص:
تؤخذ ظهور القراطيس فتقرَّب على النار وتُكب عليها جفنة لئلا تذهب قوّتها فيذهب سوادها، ثم يؤخذ هذا المحروق فيسحق، ويؤخذ ورق السلق من غير أضلاعه فيستخرج ماؤه ويجعل فيه من الصمغ والملح قدر الحاجة، ثم يغلى على النار حتى ينحلّ، وتُنزع رغوته شيئًا فشيئًا ويُرمى بها، ويجعل في طست وينخل عليه الرماد، ثم يعجن بالراحة أبدًا ويدلَّك على رماد حار. تديم ذلك صدر النهار ثم ترفعه وتستعمله، فإنه يجيء جيدًا.
صفة مداد مصري عجيب:
تسرج فتيلة من زيت الفجل، وتأخذ فخارة مثل قدرة جديدة فتكبها على الفتيلة وترفعها عن الأرض مقدار ما يدخل الهواء، وتأخذ ما تعلق فيها من الدخان فتعمله كعمل دخان الحمص.
صفة مداد من دخان الحمص:
يؤخذ دخان الحمص وينخل بمنخل شعر، ويؤخذ قدر راحتين منه وخمسة دراهم مدادًا كوفيًا يسحق سحقًا ناعمًا، ثم يصيَّر مع الدخان في طست أو صينية. ويُنقع صمغ عربي يومًا وليلة، ثم يُدَقّ السلق ويؤخذ ماؤه ويصفى. ويؤخذ من ماء الصمغ جزآن ومن ماء السلق جزآن، فتُصَبّ على الدخان شيئًا فشيئًا وتجمعه بيدك. فإذا اجتمع تسوِّيه على بلاطة وتتركه في الظل حتى يجف، وتمسح على وجهه بشيء من ماء السلق ثم ترفعه. فإن كان المداد كوفيًا كما وصفت لك أولًا فَدُقَّه واغمره بالماء كما وصفت لك، واتركه يومًا وليلة حتى يرسب، ثم خذ الماء عنه وصب عليه ماءً جديدًا. افعل به ذلك ثلاثة أيام حتى يخرج الماء صافيًا، ويبقى التفل أسفل ويستعمل مع الدخان وغيره.
صفة مداد من دخان الحمص:
تأخذ الدخان وتنخله في طست، وتدق ملحًا وصمغًا عربيًا وزن درهمين لأوقيتين. تدق الصمغ العربي وتستخرج ماءه، ثم لا تزال به حتى يصير مثل الطين. ثم نرفعه بعد أن تجففه وتستعمله.
صفة مداد من القراطيس:
يؤخذ المداد الفارسي الخفيف الذي إذا كسرته لم تر فيه طينًا ولا ترابًا، فينقع في ماءٍ يومًا وليلة، ثم تصب ذلك الماء وتجففه، وينقع له صمغ عربي وزن درهم، وخمسة دراهم، مدادًا يسحق ويعجن بماء الصمغ ويخلط بقراطيس محرَّقه منخولة وتحشى به الدواة حتى يجف، ويوضع فيها صوفة ويكتب به فيجيء مدادًا صافيًا براقًا حسنًا أوله وآخره إن شاء الله تعالى.
صفة مداد الكاغد:
يؤخذ مداد فارسي جيد وصمغ عربي، من كل واحد جزء، ويدقّان ويعجنان بما العفص المصفّى، وذلك أن تأخذ عشر عفصاتٍ كبارًا فترضّها وتصب عليها نصف رطل ماء. فإذا أردت أن تكتب به مددته بماء العفص، وكلما جفّ المداد اسقه بماء وزاج فإنه لا يمحى ولا يترك الكاغد. فإذا أردت أن لا يقع عليه الذباب فزِدْ عليه جزءًا من شحم الحنظل.
صفة مداد كلخ:
خذ كلخًا عربيًا فاحرقه إحراقًا جيدًا، ثم اسحقه سحقًا ناعمًا في صلاية أو بلاطة بالماء، واجعل فيه صمغ القرظ واصنعه أقراصًا. وجففه في الظل وأذبه بماء الصمغ واكتب به فإنه يجيء حسنًا.
صفة مداد كوفي:
خذ خرقًا فاحرقها واجعل عليها إجانة بعد ما تحرق، ثم اتركها يومًا وليلة حتى يبرد ما فيها، ودقه واعجنه بلبن ثم هيئه أقراصًا وجففه في الظل، واجعل عليه عند عجنك إياه صمغًا عربيًا مبلولًا فإنه يجيء مدادًا جيدًا.
صفة مداد عراقي:
تأخذ من المداد الكوفي ثلاثة أجزاء، ومن اللازورد جزء ومن اللك جزء، وتمزج الجميع في قارورة وتجعل فيها ليقة وتكتب به.
صفة مداد آخر زجاجي:
خذ شيئًا من الزجاج واسحقه ناعمًا واسقه الماء حتى يصير مثل العجين ثم اغسله حتى يذهب سواده ويخلص الزجاج، فاجعله في قارورة واسعة الفم، واجعل فيه شيئًا من صمغ عربي وخلّ خمر، وعلٍِّقه في الشمس سبعة أيام في الصيف أشد ما يكون الحر، وحرّكه كل يوم، وكلما جف اسقه خل الخمر. فإذا أردت أن تكتب به فحرِّك الزجاج واستمد بقلم النحاس واحفظ الإناء من الغبار.
صفة مداد آخر:
تأخذ من المداد جزءًا، ومن الإسفيداج جزأين وتمزجهما وتكتب به فإنه غاية.
صفة مداد رصاصي:
تأخذ الإسفيداج الرصاصي وتعجنه بخلّ نظيف، وتجعله في قدر مطيّنة بطين الحكمة، واجعلها في أتون الزجاج الأعلى ثلاثة أيام، ثم اخرج ما فيها واسحقه وصبّ عليه خلاَّ
وشيئًا من الصمغ واكتب به.
صفة مداد آخر:
تأخذ أي دخان أردت فيسحق سحقًا ناعمًا ثم يغربل بغربال صفيق ثم تأخذ ورق السلق فتعصر ماءه وتعجنه به عجنًا جيدًا حتى يصير مثل العجين اللين، وتجعل في كل أوقيتين من المداد خمسة دراهم من الصمغ العربي، وتجعل عليه شيئًا من صمغ القرظ، وتنضح عليه شيئًا من الخل، ويترك حتى يخمر. ثم تدهن بلاطة بماء الكافور، ويبسط عليها حتى ينشف، ثم يعمل طوابع على قدر المراد فإنه يكون عجيبًا إن شاء الله تعالى.
صفة مداد القراطيس:
تأخذ مدادًا فارسيًا وصمغًا عربيًا من كل واحدًا جزءًا، وقراطيس محرقة نصف جزء، فيدق ذلك وينخل ويعجن ببياض البيض ويتخذ منه بنادق، ويجفف ويجعل في الدواة ويكتب به فإنه مداد فائق السواد.
صفة مداد آخر:
تأخذ جريد النخل اليابس فنقطعه مقدار إصبع إصبع ثم تجعله في قدر مكسورة وتدخلها في تنور أو فرن، وتخرجها من الغد وتسحق ما بها وتعجنه بماء صمغ وتكتب به.
صفة أخرى:
يؤخذ مداد فارسي جيد وصمغ عربي وعفص من كل واحد جزء وقراطيس محرقة نصف جزء، فيدق ذلك وينخل ويعجن ببياض البيض ويتخذ منه بنادق، ويجفف ويجعل في الدواة ويكتب به، فإنه مداد فائق إن شاء الله تعالى.
صفة مداد يصنع للملوك خاصة:
يؤخذ من دخان المَيْعَة المصعَّد ودخان السندروس ودخان اللادن مجتمعة أو متفرقة، ويكون لدخانها سواد عظيم. ويعمل أيضًا من دخان الزفت ودخان الكبريت مداد.
وإن أردت أن لا تعفن الليقة التي في الدواة ولا يكون لها رائحة رديئة، خذ المداد فاجعله في إناء نظيف، ثم صب عليه ماءً صافيًا قدر ما يغمره، ثم صَفِّه من مائه، ثم بدِّل له الماء
ثلاثة أيام، ثم صَفِّه في الهاون وصب عليه ماء السلق ولبنًا حليبًا وشيئًا من ملح الطعام وصمغًا عربيًا، ثم اضربه في الهاون حتى يصير مثل الغراء، ثم ارفعه لوقت الحاجة إليه. فإذا أردت أن تكتب به تحلّ منه شيئًا بماء وتكتب به إن شاء الله تعالى.
نامعلوم صفحہ
الباب الثالث
في عمل الأحبار السُّود
صفة حبر أسود براق:
تأخذ من العفص جزءًا ومن القرظ جزءًا، وتصب عليه من الماء على الجزء ستة، ثم تطبخه حتى يذهب منه السُّدس، ثم تصَّفيه وتبرِّده، وتعمد إلى ماء الزاج الجيد المنقوع من يومين فتجعل منه مقدار السُّدس الذي نقص من العفص، ومن الصمغ العربي مثل سدس العفص، ويخلط الجميع ثم يغلى بنار ليِّنة حتى يذهب منه الثلث، ثم يبرَّد ويكتب به.
صفة حبر آخر شمسي:
يؤخذ أوقية عفص فترضّ، وأوقية صمغ عربي فيخلطان ويصب عليهما من الماء مقدار كليهما ثمان مرات، وتُجعل في قنِّينة في الشمس ثلاثة أيام ثم تصفى بعد ذلك ويطرح فيها وزن أربعة دراهم زاجًا روميًا أو أوقية عراقيًا إن لم يوجد الرومي. فإذا كان في الصيف ترك في الشمس أربعة أيام، وإن كان في الشتاء فاثني عشر يومًا. ويكتب به إن شاء الله تعالى.
صفة حبر آخر براق:
تأخذ من العفص جزءين فترضه وتصب عليه من الماء على الواحد
1 / 38
ستة أجزاء، ومن العذبة جزءين وتصب عليها للواحد ستة أجزاء أُخر. فينقعا يومًا وليلة، ثم تجمعهما في قدر جديدة وتطبخه حتى يذهب ربعه أو ثلثه، ثم تنزله عن النار وتصفِّيه وتأخذ له أوقيتين قلقنت الذهب فتنعم سحقه وتنخله وتذره عليه وترده إلى النار حتى يغلي، ثم تنزله عن النار وتصفِّيه وتأخذ له أوقيتين من صمغ عربي مسحوق فتذره عليه وهو حار حتى يذوب فيه تذويبًا حسنًا، ثم تصيره في قارورة زجاج وتستعمله إن شاء الله تعالى.
صفة حبر تكتب به من ساعته:
يؤخذ عفص البُطْم - يعني الأخضر الصغار - وزاج رومي، وصمغ عربي، من كل واحد مثقال. يُدق الجميع وينخل ويجعل في قارورة واسعة الفم، ويصب عليه أوقيتان ماءً مالحًا،
ويضرب ضربًا جيدًا، ويكتب به من ساعته في الكاغد والرقوق. وهذه الصفة عراقية.
صفة حبر أسود شديد السواد:
يؤخذ من العفص ثلاث أواق، ومن الزاج أوقية، ومن الصمغ أوقية ونصف. فيهشّم العفص ثم يلقى على كل جزء منه ثمانية أجزاء من الماء، ثم ينقع فيه يومًا وليلة، وإن كان أكثر فهو أحسن. ثم يغلى على نار لينة حتى يبقى ثلثاه فإذا انهرى العفص فقد أنضج. ثم ينقع الصمغ في ماء يغمره قبل طبيخ العفص حتى يصير كالعسل. فإذا طُبخ العفص فيلقى عليه الصمغ ويترك يسيرًا حتى إذا ذاب جميعه فيه حُطَّ وجُعِلَ عليه الزاج بعد أن ينعَّم سحقه، فإن كفاه وإلا فزد عليه زاجًا وصفِّه واكتب به. ولا يُلقى الصمغ إلا منقوعًا.
صفة حبر يابس:
يسحق العفص الأخضر سحقًا ناعمًا حتى يصير مثل الكحل، ويؤخذ منه جزء، ومن الصمغ العربي جزء
1 / 39
يحل بالماء، ومن الزاج نصف جزء. يجمع الجميع ببياض البيض حتى يصير مثل العجين، ويعمل بنادق، ويُصَيَّر في إناء وينشَّف ويستوثق عليه من الرياح والغبار فإنه يبقى دهرًا طويلًا. فإذا احتيج إليه جُعل في إناء وقُطِّر عليه من الماء قدر الحاجة حتى ينْحل ويُكتب به.
صفة حبر الأمة:
خذ عفصًا أخضر فَرُضُّه أرباعًا وأثلاثًا، وصيِّره في قمقم ضيق الرأس، ثم صب عليه من الماء على الواحد خمسة، وضعه على نار لينة، واصبر عليه حتى يذهب منه النصف، ثم صفِّه. واعمل على كل رطل من ماء العفص خمسة أساتير صمغًا عربيًا مسحوقًا، ونصف أوقية زاجًا أخضر واكتب به.
صفة حبر الهليلج:
تأخذ الهليلج الأصفر فَترُضَّه مع نواه وتصيِّره في قارورة رقيقة بعد أن تكيِّله، ثم تصب عليه من الماء على الواحد ثلثيه وتدعه في الشمس الحارة أربعة أيام، ثم تصفيه وتضع فيه صمغًا عربيًا نقيًا وتعيده إلى الشمس وتتركه حتى ينحل، ثم تطرح عليه من ماء الزاج
الأصفر قليلًا وشيئًا من الزاج الأخضر المسحوق، وتحركه تحريكًا جيدًا وتكتب به.
صفة حبر من غير شمس ولا نار:
تأخذ عشرة دراهم صمغًا عربيًا، وستة دراهم عفصًا أخضر غير مثقَّب، وأربعة دراهم زاجًا قبرصيًا بصَّاصًا جيدًا، فيُدقّ كل واحد من هذه الأخلاط على حدة وينخل بحريرة صفيفة ويوزن بعد النخل لئلا ينقص، ويصب عليه وزن مائة درهم ماءً صافيًا، ويذاب بالإصبع حتى ينحل الصمغ ويُكتب به من ساعته إن شاء الله تعالى.
1 / 40
صفة حبر غريب:
تأخذ أربعة أرطال ماءً صافيًا فتصيره في قدر، وتأخذ أربعة أواقٍ صمغًا عربيًا ومثلها عفصًا ومثلها عذبة، فتدق كل واحد على حدته ثم تطرح العفص والعذبة في الماء وتطبخه حتى يذهب نصفه ومعك عود تقلب به. فإذا صار على النصف ألقيت فيه الصمغ وأخذت أوقية ونصف لكًّا فألقيته فيه مسحوقًا، فإذا غلى غليتين أو ثلاثًا أنزلته وتركته حتى يسكن. فإذا صفا وركد فخذ صفوه فهو الحبر الجيد. فإن لم يكتب واحترق فدقّ عفصة وانقعها في الماء ثلاثة أيام وخُذ صفوها وأضفه إليه. والله أعلم.
صفة حبر يابس للسفر:
خذ العفص الأخضر الجيد فاسحقه سحقًا ناعمًا مثل الكحل، واسحق أيضًا مثله من الصمغ العربي. ثم خذ مثل نصفه زاجًا أخضر فأنعم سحقه أيضًا، ثم اجمع الجميع ببياض بيضة أو بيضتين حتى يصير مثل العجين. ثم اتخذه بنادق وصيِّره في إناء مسدود الرأس لا يدخله ريح ولا غبار فإنه يقيم دهرًا طويلًا.
صفة حبر آخر يابس ذرور:
تأخذ عفصًا وصمغًا عربيًا وزاجًا وقاقيًا أجزاء سواء. يسحق الجميع بماء الخرنوب الرطب حتى يجف، ثم يرفع ويذاب منه عند الحاجة بماء الصمغ ويُكتب به.
صفة حبر يعمل بماء الآس وحده:
خذ حبّ الآس العتيق ونَقِّه واعمل على كل رطل منه ثلاثة أرطال من ماء العفص وأربع
أواقٍ من عصارة ورق الآس، ثم ضعه في شمس حارة سبعة أيام، ثم امرسه وصفِّه واطرح على كل رطل من ذلك الماء نصف رطل صمغًا عربيًا، ودعه يومًا وليلة حتى يذوب، ثم ألْقِ عليه زاجًا أخضر قبرصيًا يكفيه - وإن أنت عملته بزاج مصري أجزاك - ثم صفه واكتب به إن شاء الله تعالى.
1 / 41
صفة حبر يعمل بماء التوت الشامي:
تأخذ الماء الذي يسيل من التوت الشامي فتلقى فيه صمغًا عربيًا مسحوقًا وقليل ماء عفص أخضر، ولا تكثر من ماء العفص فتحرقه. وعلِّقه في الظل وألق فيه كل يوم وزن درهم صمغًا - تفعل به ذلك خمس مرات في خمسة أيام - على نصف رطل من ذلك الماء، وتكتب به إن شاء الله تعالى.
صفة حبر المصاحف:
خذ عفصًا فرُضَّه قليلًا على أمثال الحمّص، ثم كيله وصيره في طنجير، وصب عليه من الماء على الواحد ثلاثة أجزاء، ثم أوقد تحته حتى يرجع إلى جزءين وبرِّده وصَفِّه وألق فيه من الزاج الأخضر ما يكفيه ومن الصمغ العربي لكل جزء من الماء جزءًا ونصف صمغًا عربيًا، ثم اكتب به. وبعضهم يطبخه حتى يرجع الماء إلى الثلثين أو الثلث إلى ما تراه.
صفة حبر لأصحاب المصاحف:
يؤخذ من العفص الأخضر المرضوض جزء فيُصبّ عليه خمسة أجزاء من الماء، ويطبخ حتى يصير جزءًا ونصف أو جزءًا واحدًا، ثم يصفَّى ويصيَّر في قارورة من الزجاج ثم يؤخذ الزاج فيصيَّر في إناء ويصب عليه مثله من الماء ويصير في الشمس ثلاثة أيام أو أربعة. ثم يؤخذ من ماء العفص جزء ومن الزاج جزء فيخلطان، وتكون قد أخذت صمغًا عربيًا قبل ذلك فتصبّ عليه ماءً وتتركه في الشمس يومًا أو أكثر حتى يذوب، ثم تأخذ منه جزءين فيخلطان بالماءين ثم تحركه جيدًا وتكتب به. فإذا أردته شديد السواد فألق فيه نصف أوقية حلفاء محروقة مسحوقة ودعه ساعة واكتب به.
1 / 42