92 ... فقيل لجابر: لو تنحيت عنه فخرج يمشي بينه وبين ابنيه فنكب، فقال تعس، من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال ابناه - أو أحدهما - يا أبت: وكيف أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مات؟ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي).
قال في الوفا: الظاهر أن الأمير المشار اليه هو بسر بن أرطاة، فإن القرطبي ذكر من رواية ابن عبد البر أن معاوية بعد تحكيم الحكمين أرسل يسر بن أرطاة في جيش فقدموا المدينة يومئذ وعاملها لعلي رضي الله عنه، أيو أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ففر أبو أيوب ولحق بعلي ودخل بسر المدينة وقال لأهلها: والله لولا ما عهد إلي أمير المؤمنين ما تركت محتلما إلا قتلته، ثم امر أهل المدينة بالبيعة لمعاوية، فأرسل إلى بني سلمة فقال: مالكم عندي أمان ولا مبايعة حتى تأتوني بجابر بن عبد الله، ابن عبد الله فأخبر جابر فانطلق حتى جاء أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: ما ترين؟ فإني أخشى أن أقتل، وهذه بيعة ضلال، فقالت: أرى أن تبايع، وقد أمرت ابني عمر بن سلمة أن يبايع، فأتى جابر بسرا فبايعه، وهدم بسر دور المدينة ثم انطلق وكان أهل المدينة فروا يومئذ حتى دخلوا الحرة حرة بني سليم - والله أعلم.
وفي رواية لمسلم: (من أراد أهل هذه البلدة بسوء - بعنى المدينة - اذابه الله كما يذوب الملح في الماء) وفي رواية: (من أراد أهل هذه البلدة بدهم أو بسوء، اللهم اكفهم من يدهمهم) الحديث وعن عمر بن عبيد الله عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المدينة مهاجري. وبها وفاتي، ومنها محشري، وحقيق على أمتي أن يحفظوني في جيراني ما اجتنبوا الكبيرة، من حفظ فيهم حرمتي كنت له شفيعا - أو شهيدا - يوم القيامة) وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: (كيف يا عائشة إذا رجع الناس بالمدينة وكانت كالرمانة المحشوة) - الحديث وقد ذكرناه في باب أسماء المدينة. وعن
...
صفحہ 92