73 ... قال ياقوت في خصائص المدينة: أنها طيبة الريح وللعطر فيها فضل ربح لا يوجد في غيرها.
وقيل لما كانت طينة المدينة طيبة الأصل زكية الخلقة ظهر ذلك الحال فيها ظهورا حيث يوجد في أماكنها وأزقتها نفحة كيبة لا يخفي ذلك على من تأملها: روينا عن مسلم من حديث جابر: (إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها: ويبنصع طيها) وفي الحديث أوضح برهان على طيب هذه البقعة المقدسة وطهارتها، وفي إشارة ذلك إلى نوع من العلم خفي، وإثبات أن هذه البلدة ثبت لها من الفضل وظهر آثار الأنوار فيها.
وأنشد الفقيه أبو محمد:
لقد طبت، إن الطيب بعض خصالك أطيبة قد يقضي لنا بوصالك
وطبن لمن طاب الجنان بطيبة فأضحى مثال الشمس دون مثالك
ومن طيبك الآفاق طرا تطيبت ولا طيب إلا ما شذا من هلالك
جمالك منسوب إلى خير مرسل فأي جمال لا يرى من جمالك؟!
ظبابا: ذكره ياقوت في أسماء المدينة، وهي اسم الأرض المستطيلة، وكذلك من الثوةب وغيره، فإنها سميت بذلك لأنها كذلك، فإن كانت بالظاء المعجمة: فمن ظب وظبظب: إذا حم، لأنها كانت لا يدخلها أحد إلا حم فنقل الله سبحانه حماها إلى مهيعة بدعائه صلى الله عليه وسلم.
العاصمة: سميت بذلك لأنها عصمت المهاجرين من أيدي المشركين ومن قصدهم من المتمردين، ومنه العصام الشكال والعصام لحبل الأدواة والدلو الذي يربط فيها فتكون لها عاصمة وحافظة من السقوط في البئر.
والمعصم، اليد لأنها تمنعهم وتحفظ.
ومنه الأعصم من الظبا والوعول لأنه يعتصم بالقلل والمواضع المنيعة، أو هو الذي في ذراعيه بياض وسائره أسود أو أحمر بسبب البياض، وأبو عاصم كنية السوايق وكنية الكباج قال تعالى: (لا عاصم اليوم من امر الله إلا من رحم) وقال تعالى: (والله يعصمك من الناس) والعواصم: ...
صفحہ 73