62 ... وقال الامام فخر الدين رحمه الله: سميت المدينة بالإيمان لأنه ظهر منها، وقيل هذا من باب وقوله متقلدا ورمحا، ومنه قوله تعالى (فأجمعوا أمركم وشركاءكم) أي وادعوا شركاءكم.
وقيل: جعل تمكن الايمان منهم واستقراره فيهم كأن ذلك مكان بهم قال سلمان: أنا بن الاسلام، وقال القرطبي: يجوز أن يكون تبوءوا الإيمان على ريق المثل: كما يقال هو امرؤ بني فلان الصميم، والتبوؤ التمكن والاستقرار وقال ابن عطية: معنى والذين تبوؤا الدار والايمان معا التصديق، وأصله من الأمان لأن المؤمن إذا صدق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وأقر به وعمل بما أمر به، وانتهى عما نهى عنه، تورع عن أموال المؤمنين ودمائهم وأمنوه وكان كل واحد في أمان معه وكان هو الذي آمنه وهو مؤمن له، ويقال آمن به وآمن له، قال تعالى (يؤمن بالله) و(قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون) قال النابغة.
والمؤمن العائذات الطير يمسحها ركبان مكة بين الظل (1) والسند
أي: والله الذي أمن الطير العائدات في الحرم.
فالإيمان مشتق من الأمان، والايمان التصديق: وذكر أبو بكر بن أحمد بن مروان المالكي الدينوري في كتاب المحاسن من تصنيفه.
فقال: حدثنا إسماعيل بن يونس بن مهران بن عمرو بن ناجية بن نعيم بن سالم ابن قنبر مولى علي بن أبي طالب عن أنس بن مالك قال: لما حشر الله الخلائق إلى بابل بعث اليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية فجمعتهم إلى بابل فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا اليه إذ نادى مناد: من جعل ...
صفحہ 62