189

عمدہ فی محاسن شعر

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

ایڈیٹر

محمد محيي الدين عبد الحميد

ناشر

دار الجيل

ایڈیشن نمبر

الخامسة

اشاعت کا سال

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

قال: ما تقر به عيني وعينك إن شاء الله تعالى، وأنشدني شعرًا يدخل مسام القلوب رقة، قلت: هذا اختبار منك اخترعته، قال: بل برأي الأصمعي.
وقالوا: كان جرير إذا أراد أن يؤبد قصيدة صنعها ليلًا: يشعل سراجه ويعتزل، وربما على السطح وحده فاضطجع وغطى رأسه رغبة في الخلوة بنفسه. يحكي أنه صنع ذلك في قصيدته التي أخزى بها بني نمير، وقد تقدم ذكرها.
وروى أن الفرزدق كان إذا صعبت عليه صنعة الشعر ركب ناقته، وطاف خاليًا منفردًا وحده في شعاب الجبال وبطون الأودية والأماكن الخربة الخالية، فيعطيه الكلام قياده. حكى ذلك عن نفسه في قصيدته الفائية:
عزفت بأعشاش وما كدت تعزف
وذكر أن فتى من الأنصار بحضرة كثير أو غيره فاخره بأبيات حسان بن ثابت:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى ... وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
فأنظره سنة فمضى حنقًا، وطالت ليلته ولم يصنع شيئًا، فلما كان قرب الصباح أتى جبلًا بالمدينة يقال له ذباب، فنادى: أخاكم يا بني لبني، صاحبكم، صاحبكم، صاحبكم، وتوسد ذراع ناقته، فانثالت عليه القوافي انثيالًا، وجاء بالقصيدة بكرة وقد أعجزت الشعراء وبهرتهم طولًا وحسنًا وجودة.
وقيل لأبي نواس: كيف عملك حين تريد أن تصنع الشعر؟ قال أشرب حتى إذا كنت أطيب ما أكون نفسًا بين الصاحي والسكران صنعت وقد داخلني النشاط وهزتني الأريحية.

1 / 207