142

عمدہ فی محاسن شعر

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

تحقیق کنندہ

محمد محيي الدين عبد الحميد

ناشر

دار الجيل

ایڈیشن نمبر

الخامسة

اشاعت کا سال

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي. لا يشركها غيرها، والحركة التي قبل الردف ياء كانت أو واوًا أو ألفًا تسمى الحذو، وقد تجر الضمة واوًا في اللفظ، والكسرة ياء، وذلك مع هاء الضمير، فتكون ردفًا، وإن لم تثبت في الخط، نحو قول ابن المعتز: ضمخوا عارضها بال ... مسك في خد أسيل تحت صدغين يشيرا ... ن إلى وجه جميل عندي الشوق إليه ... والتناسي عنده لي ومن المردف ما تكون حركة الحذو فيه مخالفة للردف؛ فيجعل شعرًا على جهته؛ فإن دخل مع غيره كان سنادًا، وذلك مثل هول وسيل يكونان في قصيدة، ولا يكون معهما سول وفيل. وقياس المردف في الوصل والخروج وغير ذلك من حروف الروي وحركته جار على ما تقدم في المجرد من الردف، إلا الحذو والتوجيه؛ فإن المقيد يختص بالتوجيه، وهو الروي، والمردف يختص بالحذو، وهو حركة ما قبل الردف، وإن كان المردف مقيدًا سقط التوجيه وبقي الحذو؛ لأن الردف قد سد موضع التوجيه. وقد يلتبس بالمردف ما ليس بمردف فيجتنبه الشعراء، مثل فيهم مع منهم وهو جائز؛ لأن الهاء ليست رويًا فتكون الياء ردفًا، وإنما الروي الميم، ويجتنبون منكم مع منهم وذلك جائز لا عيب فيه؛ لما قدمت آنفًا وكان ابن الرومي خاصة من بين الشعراء يلتزم ما لا يلزمه في القافية، حتى أنه لا يعاقب بين الواو والياء في أكثر شعره قدرة على الشعر واتساعًا فيه.

1 / 160