فترى عالي الهمة منطلقا بثقة وقوة وإقدام نحو غايته التي حددها على بصيرة وعلم، فيقتحم الأهوال، ويستهين بالصعاب، قال عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: "عليكم بكل أمير مزلقة مهلكة" أي: عليكم بجسام الأمور دون خسائسها.
وقال أمير المؤمنين معاوية -رضي الله عنه-: "من طلب عظيما، خاطر بعظمته".
ذريني وأهوال الزمان أعانها ... فأهوالها العظمى تليها رغائبه
وقال كعب بن زهير:
وليس لمن لم يركب الهول بغية ... وليس لرحل حطه الله حامل
آخر:
ذريني أنل ما لا ينال من العلا ... فصعب العلا في الصعب، والسهل في السهل
تريدين إدراك المعالي رخيصة ... ولا بد دون الشهد من إبر النحل
وقال الشريف الرضي:
رمت المعالي فامتنعن ولم يزل ... أبدا يمانع عاشقا معشوق
وصبرت حتى نلتهن ولم أقل ... ضجرا: دواء الفارك (¬1) التطليق
وعالي الهمة دائم الترحال في طلب مبتغاه حيث لاح له.
آخر:
همم تقاذفت الخطوب بها ... فهر عن من بلد إلى بلد
آخر:
إذا لم أجد في بلدة ما أريده ... فعندي لأخرى عزمة وركاب
وقال مالك بن الريب:
وفي الأرض عن دار المذلة مذهب ... وكل بلاد أوطنت كبلادي
صفحہ 31