وبعد:
فإن (من سجايا الإسلام التحلي بكبر الهمة،
فكبر الهمة يجلب لك -بإذن الله- خيرا غير مجذوذ، ويجري في عروقك دم الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل، فلا ترى واقفا إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطا يديك إلا لمهمات الأمور، "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها".
إن التحلي بكبر الهمة يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال، ويجتث منك شجرة الذل، والهوان، والتملق، والمداهنة.
فارسم لنفسك كبر الهمة، ولا تنفلت منها، وقد أومأ الشرع إليها في فقهيات تلابس حياتك لتكون دائما على يقظة من اغتنامها ومنها:
- إباحة التيمم للمكلف عند فقد الماء، وعدم إلزامه بقبول هبة ثمن الماء للوضوء، لما في ذلك من المنة التى تنال من الهمة منالا) (¬1)،
ومنها: أن الرجل لا يلزمه الحج ببذل غيره له، ولا يصير مستطيعا بذلك، سواء كان الباذل قرييا أو أجنبيا، لما في ذلك من المنة التى تلزمه (¬2).
فهذه إشارات، وعليك التقصي.
قال الشنفرى:
وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى ... وفيها لمن خاف القلى متحول
أديم مطال الجوع حتى أميته ... وأصرف عنه الذكر صفحا فأذهل
وأستف ترب الأرض كي لا يرى له ... علي من الطول امرؤ متطول
صفحہ 138