عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

Ibn al-Qayyim al-Jawziyyah d. 751 AH
93

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

تحقیق کنندہ

إسماعيل بن غازي مرحبا

ناشر

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

ایڈیشن نمبر

الرابعة

اشاعت کا سال

1440 ہجری

پبلشر کا مقام

الرياض وبيروت

اصناف

تصوف
فصل ومن الناس من يصبر بجَهد ومشقة، ومنهم من يصبر بأدنى حمْلٍ على النفس. ومثال الأول: كرجل صارع رجلًا شديدًا فلا يقهره إلا بتعب ومشقة. والثاني: كمن صارع رجلًا ضعيفًا فإنه يصرعُه بغير مشقة. فهكذا تكون المصارعة بين جنود الرحمن وجنود الشيطان، ومن صرَع جند الشيطان صرَع الشيطان. قال عبد اللَّه بن مسعود ﵁: "لقي رجلٌ من الإنس رجلًا من الجن، فصارعه الإنسيّ (^١)، فصرَعه الإنسي، فقال: ما لي أراك ضئيلًا؟ فقال: إني من بينهم لضليع". فقالوا: هو عمر بن الخطاب ﵁؟ فقال: "من ترونه غير عمر"؟ (^٢).

(^١) هذه الكلمة ليست في النسخ الأخرى، ولا في مصادر التخريج، والأولى حذفها. (^٢) أخرجه الدارمي في "مسنده" رقم (٣٤٢٤)، والطبراني في "الكبير" رقم (٨٨٢٦)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٧/ ١٢٣). وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٩/ ٧١) ورواية أخرى له، ثم قال: "رواهما الطبراني بإسنادين، ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح، إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود، ولكنه أدركه، ورواة الطريق الأولى فيهم المسعودي وهو ثقة، ولكنه اختلط؛ فبان لنا صحة رواية المسعودي برواية الشعبي". وقال الدارمي عقبه: "الضئيل: الرقيق. . . والضليع: جيّد الأضلاع".

1 / 46