166

العدة في شرح العمدة

العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار

ناشر

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

أُمُّه: فاطمةُ بنتُ أسدِ بنِ هاشمِ بنِ عبدِ مناف، أبي جدِّ عبدِ المطلب جدِّ رسول الله ﷺ، وهي أولُ هاشمية ولدت هاشميا، أسلمت، وهاجرت إلى المدينة، وتوفيت في حياة رسول الله ﷺ، وصلى عليها، وبرك في قبرها ﷺ.
وعليٌّ ﵁ رابعُ الخلفاءِ وأحدُ العشرةِ المشهودِ لهم بالجنة، وأقضى الأمة، وهو أولُ خليفةٍ، كان أبواه هاشميين، ولم يك بعده مَنْ أبواه هاشميان غيرُ محمدٍ الأمينِ بنِ زبيدة، وهو من النبي ﷺ بمنزلة هارون من موسى في الأخوة، وشد الأزر -ليس في النبوة- في حياته، وبعد موته (١).
وشبَّهَهُ رسول الله ﷺ بعيسى ﷺ في كونه يهلك فيه طائفتان من اليهود والنصارى حيث جعلته إحداهما: ولد زنية؛ فكفروا بذلك، والأخرى: ابن الله ﵎ عما يقول الظالمون والجاحدون علوًّا كبيرًا-، فكفروا بذلك.
فكذلك هَلَكَ في عليٍّ طائفتان: محبٌّ مفرطٌ، ومبغضٌ مفرطٌ، فمن كفَّره، أو بدَّعه، أو استنقصه؛ فهو ضالٌّ هالك، ومن رقاه إلى الإلهية، أو النبوة، أو التقدمة في الخلافة على من تقدمه من الخلفاء، أو التفضيل عليهم؛ فهو ضال هالك.
فعيسى عبدُ الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وعليٌّ ابنُ عم الرسول محمد ﷺ، وزوجُ ابنته فاطمةَ البتول ﵄، وأولُ من أسلم وصلَّى مع النبي ﷺ من الصبيان، وشهد مع رسول الله ﷺ مشاهده كلها، إلَّا تبوك.

(١) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ١٩)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (٦/ ٢٥٩)، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (١/ ٦١)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ١٠٨٩)، و"الثقات" لابن حبان (٢/ ٣٠٢)، و"تاريخ بغداد" للخطيب (١/ ١٣٣)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٧٢/ ٧)، و"صفة الصفوة" لابن الجوزي (١/ ٣٠٨)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٤/ ٨٧)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١/ ٣١٥)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٢٠/ ٤٧٢)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٤/ ٥٦٤)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (٧/ ٢٩٤).

1 / 170