33

Criticism of Companions and Followers in Tafsir

نقد الصحابة والتابعين للتفسير

اصناف

واحتجاجهم على ألوهية عيسى ﵇ ببعض الأمور المتشابهة التي جاء القرآن بها، وذكر أن صدر سورة آل عمران نزلت ردًا عليهم (١). قال ابن تيمية (٢): «سبب نزول هذه الآية كان قدوم نصارى نجران ومناظرتهم للنبي ﷺ في أمر المسيح، كما ذكر ذلك أهل التفسير وأهل السيرة، وهو من المشهور بل من المتواتر أن نصارى نجران قدموا على النبي ﷺ ودعاهم إلى المباهلة المذكورة في سورة آل عمران، فأقروا بالجزية ولم يباهلوه، وصدر آل عمران نزل بسبب ما جرى؛ ولهذا عامتها في أمر المسيح» (٣). فهؤلاء النصارى اعتقدوا في عيسى ﵇ أمرًا، وأرادوا الاستدلال عليه بما عند المسلمين مما نزل به القرآن الكريم، فاحتجوا ببعض المتشابه زاعمين دلالته على

(١) انظر السيرة النبوية لابن هشام (٢/ ٥٧٥) وما بعدها. (٢) هو أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني الدمشقي، ولد عام (٦٦١)، أحد الأعلام، قال الذهبي: «سارت بتصانيفه الركبان»، وتوفي بدمشق عام (٧٢٨)، له ترجمة حافلة في الكواكب الدرية لابن عبد الهادي، وانظر: تذكرة الحفاظ (٤/ ١٤٩٦)، والبداية والنهاية (١٨/ ٢٩٥). (٣) مجموع الفتاوى (١٧/ ٣٧٧).

1 / 33