Criterion Between the Allies of the Merciful and the Allies of the Devil 1
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ١
اصناف
فضل الرسول ﷺ وفضل أمته
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وأفضل أولي العزم: محمد ﷺ خاتم النبيين وإمام المتقين، وسيد ولد آدم ﷺ، وإمام الأنبياء إذا اجتمعوا، وخطيبهم إذا وفدوا، صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون].
وقد روي في الحديث أنه ﷺ خطيبهم إذا وفدوا على الله، وإن كان الحديث لم يصح نصًا، ولكن في حديث الشفاعة ما يدل عليه؛ فإن الذي يتقدم ويسجد بين يدي الله، ويشفع عند الله ﷾ في أمر خلقه هو النبي ﵊، فهو خطيبهم إذا وفدوا على الله، وهو صاحب المقام المحمود أي: الشفاعة التي يتراجع عنها أولو العزم من الرسل، وهذا المقام يغبطه به الأولون والآخرون.
قال المؤلف ﵀: [صاحب لواء الحمد].
أي: يوم القيامة، وفي ذلك يقول ﷺ: (لواء الحمد بيدي وآدم ومن دونه تحت لوائي) أو كما قال ﵊؛ لأن الله ﷿ يفتح عليه من أنواع المحامد والثناء مالم يفتحه على أحد قبله ﵊، فيجعل الله لواء يسمى: (لواء الحمد) يعرف به ﵊.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وصاحب الحوض المورود].
والحوض قد أخبر النبي ﷺ عنه أن: (آنيته كعدد نجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدًا).
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وشفيع الخلائق يوم القيامة، وصاحب الوسيلة والفضيلة].
وهذه منزلة لا تنبغي إلا لعبد، وهو رسول الله ﷺ، وقد جاء عنه ﵊ أن من سأل له الوسيلة حقت له الشفاعة.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [بعثه الله بأفضل الكتب، وشرع له أفضل شرائع دينه، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، وجمع له ولأمته من الفضائل والمحاسن ما فرقه فيمن قبلهم].
أي: أنه قد يكون في بعض الأمم بعض الفضائل، أما هذه الأمة فاجتمعت فيها كل الفضائل في العلم والعمل.
قال المؤلف ﵀: [وهم آخر الأمم خلقًا، وأول الأمم بعثًا، كما قال ﷺ في الحديث الصحيح: (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة)]، أي: نحن الآخرون زمنًا السابقون يوم القيامة إلى الله ﷿ منزلة وقدرًا].
قال المؤلف ﵀: [قال: (بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه) -يعني: يوم الجمعة- فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع: (غدًا لليهود وبعد غد للنصارى)].
أي: أنهم اختلفوا في يوم الجمعة، وقد كان شرع لهم ابتداء، لكن لما اختلفوا فيه رفع ذلك عنهم ولم يعد مشروعًا لهم أن يعظموا يوم الجمعة؛ حرمانًا لهم من ثوابه وفضله، بل لهم تعظيم السبت وتعظيم الأحد بدلًا من تعظيم الجمعة.
قال المؤلف ﵀: [وقال ﷺ: (أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر) أي: أن أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة هو رسول الله ﷺ.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال ﷺ: (آتي باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: أنا محمد ﷺ، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك).
وفضائله ﷺ وفضائل أمته كثيرة].
1 / 6