کوپرنیکس، ڈارون اور فرائڈ: تاریخ اور فلسفہ سائنس میں انقلابات
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
اصناف
وفقا لكوبرنيكوس، تفسر فكرة الأرض المتحركة - دورانها اليومي والسنوي - على نحو طبيعي كل المشاهدات السماوية. على سبيل المثال، يبدو أن المعضلتين الكبريين الموروثتين من العصور القديمة تختفيان في نموذج مركزية الشمس؛ إذ تصبح حركة الدوران القهقري للكواكب (الداخلية والخارجية) نتيجة طبيعية لحركة الأرض حول الشمس (المركزية). فكوكب داخلي على غرار عطارد له فترة مدارية أقصر من الأرض؛ فهو يدرك الأرض ويتخطاها في مدارها السنوي. وبالنسبة للمراقب الأرضي، تبدو حركته كحركة دوران قهقري (شكل
1-3 ). أما المشكلة الثانية فكانت الدوران غير المنتظم للكواكب. بدا أن الكواكب تستغرق أزمنة مختلفة لاستكمال رحلاتها المتعاقبة حول المسار الظاهري للشمس. تمثل جزء من الحل في وضع الكواكب على بعدها الصحيح من الشمس. تحتاج الكواكب الخارجية لإكمال دورتها السنوية وقتا أطول من الكواكب الداخلية، ولكن لم يحقق حل كوبرنيكوس سوى نجاح جزئي؛ لأنه كان لا يزال يفترض وجود الحركة الدائرية المنتظمة. مع ذلك، يمكن تفسير كلتا «الظاهرتين» دون استخدام أفلاك التدوير الكبيرة؛ فالاختلالات الرئيسية لحركة دوران الكواكب ظاهرية وحسب (كون 1957، 149، 166-171؛ زيليك 1988، 49). تنتج هذه الظواهر بسبب الحركة المدارية للأرض. وبما أن الشمس ثابتة في النظام شمسي المركز، فلا يوجد لها حركة دوران قهقري (شكل
1-1 ، مربع 1-1) (انظر كون 1957، 66، 69؛ كوبرنيكوس 1543، الكتاب الثالث).
مربع 1-1: ترتيب الكواكب في النظام الشمسي المركز «الشمس، عطارد، الزهرة، الأرض، القمر، المريخ، المشتري، زحل، النجوم الثابتة.»
مقارنة مع ترتيب الكواكب في النظام الأرضي المركز: «الأرض، القمر، عطارد، الزهرة، الشمس، المريخ، المشتري، زحل.»
يحدد كوبرنيكوس أيضا المسافات «النسبية» لبعد الكواكب عن الشمس مستخدما أسلوبا معروفا من العصور القديمة (كوبرنيكوس 1543، الكتاب الأول؛ نوجيباور 1968؛ كون 1957، 142، 175؛ زيليك 1988، 40-41). إذا اعتبرنا أن المسافة بين الشمس والأرض وحدة واحدة، فإن عطارد يقع على بعد 1 / 3 وحدة من المسافة بين الأرض والشمس، والمريخ عند ، والمشتري عند 5 وزحل عند 9 وحدات من المسافة بين الأرض والشمس. يقول كوبرنيكوس: «يجب أن يقاس حجم الدوائر المدارية بفترة زمنية» (كوبرنيكوس 1543، الكتاب الأول). ويعني بهذا أن بعد الكوكب عن الشمس ينبغي أن يحدد من واقع فترته المدارية. وبهذا يرفض ممارسة استخلاص المسافات الكونية التي تعود للقرون الوسطى من خلال طريقة بطليموس الخاصة بتداخل الدوائر السماوية بعضها في بعض وفقا لنسب معينة. ويشير كوبرنيكوس إلى أن النموذج الشمسي المركز هو وحده الذي يفي بالعلاقة بين المسافة والفترة الزمنية؛ ففي النظام شمسي المركز، يتحدد ترتيب الكواكب من خلال رصد الفترة المدارية للكواكب. فيعامل كوبرنيكوس الكواكب كنظام مترابط (شكل
1-6 ).
على الرغم من أن افتراض الأرض المتحركة يسمح لكوبرنيكوس بالتخلي عن أفلاك التدوير الكبيرة، فإنه لا يزال بحاجة إلى أفلاك تدوير صغيرة. استخدمت أفلاك التدوير الكبيرة لتفسير الظهور النوعي لحركة الدوران القهقرية. أما أفلاك التدوير الصغيرة فهي دوائر صغيرة لازمة لإلغاء التباينات الكمية الطفيفة بين المشاهدات والنماذج الهندسية (انظر كون 1957، 68). احتاج كوبرنيكوس أفلاك التدوير الصغيرة تلك؛ لأنه أيد المبدأ الإغريقي الخاص بالحركة الدائرية للكواكب، حيث كتب أن حركة الأجرام السماوية «دائرية منتظمة ودائمة» (كوبرنيكوس 1543، الكتاب الأول). في الواقع يريد كوبرنيكوس إنقاذ المنهج الإغريقي من بطليموس. فيريد «نظاما يدور كل شيء فيه على نحو منتظم حول مركزه السليم كما تتطلب قاعدة الحركة الدائرية المطلقة» (كوبرنيكوس، «الشرح المختصر» 1959، 57-58). فيغير الموضع الهندسي للأرض ولكنه يظل متمسكا بالمثالية الأفلاطونية للحركة الدائرية المنتظمة التي يعزوها إلى الأفلاك الحاملة للكواكب (شكل
1-6 ). وينتقد بطليموس لإقحام الموازن، على الرغم من أن نموذجه استخدم جهازا رياضيا مكافئا له وهو فلك التدوير الصغير (جنجريتش 1993، 36، 175؛ نوجيباور 1968).
شكل 1-6: نموذج كوبرنيكوس للنظام الشمسي.
نامعلوم صفحہ