کوپرنیکس، ڈارون اور فرائڈ: تاریخ اور فلسفہ سائنس میں انقلابات
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
اصناف
1-5
أ). يتحرك نصف قطر فلك التدوير والمؤجل في الاتجاه نفسه. وبالنسبة للراصد الأرضي، يقوم الكوكب بحركة دوران قهقرية بينما يمر من خلال الجزء السفلي من حركة فلك التدوير، ومع ذلك، فهذا النموذج مفرط البساطة؛ فلا يمكنه تفسير التغيرات المرصودة في الحركة القهقرية للكواكب. ولتفسير الاختلاف، اخترع بطليموس جهازا جديدا: «الموازن» (شكل
1-5
ب)؛ وهو نقطة وهمية على الجانب الآخر من مركز المؤجل كما يرى من الأرض. وعند الموازن، يرى الراصد الكوكب يتحرك حول مداره في السماء بسرعة منتظمة بالنسبة للنجوم، ولكن عند النظر من الأرض بعيدا عن مركز الدائرة، تبدو الحركة غير منتظمة.
شكل 1-5: (أ) حركة غير منتظمة. يحدث الدوران القهقري عندما يتحرك الكوكب من الموضع 1 إلى الموضع 2 على فلك تدويره. (ب) الموازن. التفسير الهندسي للدوران القهقري بواسطة جهاز جديد، الموازن (انظر كوبرنيكوس 1543، الكتاب الثالث؛ بطليموس 1984؛ أندرسن/باركر/تشن 2006، الفصل 3.6). من المفترض أن يكون هذا التمثيل نموذجا أكثر توافقا مع البيانات من النموذج الأولي. من وجهة نظر الموازن، تبدو حركة الكوكب في فلك التدوير منتظمة. وأدخل مزيد من المرونة من خلال السماح للأرض بالوجود إما في مركز المؤجل أو بجوار المركز، كما هو مبين في الرسم البياني.
من أجل دراستنا الفلسفية اللاحقة، ينبغي أن نلاحظ عدة نقاط: كان بطليموس مدركا للغاية لدور النماذج التمثيلية في نظريته. وكانت طريقته المعتادة هي استخدام النماذج الهندسية، ولكن من أجل تمثيل النجوم الثابتة اختار كرة مصمتة كنموذج مصغر (بطليموس 1984). وفي الوقت نفسه، كان بطليموس قلقا حيال ملاءمة فرضياته الخاصة بمركزية الأرض. وكان متشككا بما فيه الكفاية لتحذير قرائه بعدم توقع أن يمثل نموذجه الهندسي الظواهر السماوية على نحو دقيق (بطليموس 1984، 600-601). وعلى غرار كون أرسطو ذي الفلكين، حذر بطليموس من أن النماذج الهندسية المبتكرة على يد أحد سكان الأرض لا يمكن أن تصف بدقة كمال الظواهر السماوية. وكما سنرى، فإن مسألة كيفية تمثيل النماذج للواقع المادي تعد محط اهتمام بالغ لدى الفلاسفة. وأخيرا، اتفق بطليموس مع العرف الإغريقي بأن نماذج أفلاك التدوير والدوائر اللامتراكزة كانت أجهزة مماثلة (بطليموس 1984؛ روزن 1959، 37؛ 1984، 27؛ دكسترهوز 1956، 1). وأي من هاتين الفرضيتين سوف تفسر ظهور الدوران غير المنتظم للكواكب بالنسبة للراصد الأرضي، ومع ذلك، تبنى بطليموس مبدأ استخدام الفرضية الأبسط فحسب (بطليموس 1984). ويثير قبول المتماثلات قضايا فلسفية مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بالتفسير والتمثيل. فإذا كانت الدائرة اللامتراكزة تمثيلا جيدا مثل جهاز المؤجل-فلك التدوير، ألا توجد وسيلة لتحديد أيهما يتناسب مع النظام المادي الفعلي على نحو أفضل من الآخر؟ هذه المخاوف من التبعات الفلسفية للنظريات العلمية.
قبل أن نذكر بعض التطورات في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، والتي خلقت ظروفا مناسبة لظهور الثورة الكوبرنيكية، ينبغي أن نضيف بعدا تاريخيا آخر؛ وهو التآلف بين «النظرية الأرسطية واللاهوت». وهذا البعد التاريخي هو ما يستطيع وحده أن يوضح أسباب الصدام بين جاليليو والكنيسة في القرن السابع عشر، وقد طور هذا التآلف توما الأكويني (1225-1274) وألبيرتوس ماجنوس (1206-1280)، وغيرهما.
وفقا لتوما الأكويني، تعتمد المعرفة الحقيقية على التجربة الحسية. ويؤكد ألبيرتوس ماجنوس أيضا أن دراسة الطبيعة تقوم على التجربة الحسية، التي تقدم أعلى شكل من أشكال الإثباتات. وحيثما نفتقر إلى المعرفة، علينا أن نلتمس الوحي. فكمال السماوات - المفترض في التقاليد الإغريقية - يكافئ الآن القدرة الإلهية. ونتيجة لذلك، تقتصر معرفتنا على العالم على المدار تحت القمري. فكمال السماوات يتجاوز قدرات التفكير لدينا. يرحب الأكويني بالدراسة المنهجية للطبيعة؛ لأنه يرى في ذلك وسيلة لاكتساب المعرفة من حكمة الإله. وبعبارات أكثر حسما نقول إن توما الأكويني يأمل أن تساعد الدراسة المنهجية للطبيعة في القضاء على الخرافات. وانقيادا لهذه الشروط، لا يجوز نشأة صراع بين الفكر والوحي؛ لأن عقلنا ضعيف وذو نقائص، وفي مسائل الشك يجب أن يخضع للحقائق الأبدية كما وردت في الوحي. كان هذا توجها ذهنيا شائعا في العصور الوسطى. يدافع روجر بيكون (حوالي 1210-1292) عن فكرة مماثلة. تكمن قيمة العلم في مساهمته في تفسير الكتاب المقدس؛ فهو يساعد على تمجيد الرب. وبمجرد أن اعتنقت الكنيسة مذهب أرسطو، أصبحت كل الانتقادات التي وجهت إلى نظرية مركزية الأرض نقدا موجها أيضا للاهوت والكنيسة.
ومع ذلك فقد حدث تقدم، وحدثت بعض التطورات قرب نهاية العصور الوسطى. بيد أن التقدم اعتمد على القدرة على التغلب على الفرضيات التي لا جدال فيها، والتي تفرض قيودا على النماذج المسموح بها. ويمكن التعبير عن هذه الحاجة لإزالة الفرضيات المسبقة قبل أن يحدث التقدم بعبارات كانط. يسأل كانط على نحو عام للغاية متقلدا دور كوبرنيكوس ولكن في الفلسفة: «ما شروط إمكانية حدوث المعرفة؟» وقياسا على ذلك، يمكننا أن نسأل: «ما شروط إمكانية حدوث الثورة الكوبرنيكية والداروينية والفرويدية؟» ما الفرضيات الجديدة اللازمة لتكون نظرية كوبرنيكوس قادرة على الظهور؟ وقع التشكيك في الفرضيات القديمة على مرحلتين: جذبت نظرية أرسطو للحركة التدقيق النقدي قبل التشكيك في فكرة الحركة الدائرية. (2-4) تنحية الفلسفة جانبا: دلائل المستقبل
لنعتبر نظرية أرسطو للحركة وكونه المادي، أو أجهزة بطليموس، بمنزلة تعليمات مصاحبة لمجموعة من الأدوات نحاول من خلالها بناء نموذج للكون. لبنات البناء لدينا هي نجوم ثابتة وكواكب، وأفلاك دائرية، وأرض ثابتة. تتضمن ورقة التعليمات لدينا شرطا إضافيا: يجب أن يكون النموذج الذي نبنيه قريبا بأكبر قدر ممكن مما ترصده العين المجردة. الأكثر لفتا للنظر هو أننا نرصد حركة الكواكب على خلفية النجوم، وتعاقب الفصول، والتتابع المنتظم لليل والنهار. بوجود هذه العناصر في متناول أيدينا، لا يمكننا أن نبني سوى نموذج قائم على مركزية الأرض. يجب أن تتحرك الشمس والكواكب وحتى خلفية النجوم الثابتة البعيدة أمام أعيننا؛ لذا يجب وضع الأرض في مركز هذه الحركات، وإلا فإننا سنعجز عن أن نفسرها (شكل
نامعلوم صفحہ