Concise Guide to the Pilgrimage Rites by Sheikh al-Islam Ibn Taymiyyah
مختصر منسك شيخ الإسلام ابن تيمية
ایڈیشن نمبر
الثالثة
اشاعت کا سال
١٤٢٤هـ
اصناف
الفصل الخامس عشر/ في حق الله ﵎:
والله هو المعبود المسؤل المستعان به الذي يخاف ويرجى ويتوكل عليه قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخشَ اللهَ وَيَتَّقهِ فَأُوْلَئَكَ هُمُ الفائزون﴾ [النور /٥٢] فجعل الطاعة لله والرسول كما قال تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطَاعَ اللهَ﴾ [النساء/ ٨٠] وجعل الخشية والتقوى لله وحده لاشريك له فقال تعالى: ﴿وَلَو أَنَّهُم رَضُواْ ما أتاهم اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسبُنَا اللهُ سَيُؤتِينَا اللهُ مِن فَضلِهِ وَرَسُولُهُ إنا إلى اللهِ رَاغِبُونَ﴾ [التوبة /٥٩] فأضاف الإيتاء إلى الله والرسول كما قال تعالى: ﴿وَمَآ ءاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُواْ﴾ [الحشر/ ٧] فليس لأحد أن يأخذ إلا ما أباحه الله والرسول وإن كان الله آتاه ذلك من جهة القدرة والملك فانه يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ولهذا كان ﷺ يقول في الاعتدال من الركوع وبعد السلام: (اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) [(١)] أي من آتيته جدًا وهو البخت والمال والملك فانه لا ينجيه منك إلا الإيمان والتقوى وأما التوكل فعلى الله وحده والرغبة فإليه وحده كما قال تعالى: ﴿وَقَالُواْ حَسبُنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكِيلُ﴾ [آل عمران / ١٧٣] وقالوا: ﴿إنا إلى رَبِنَا رَاغِبُونَ﴾ [القلم/٣٢] ولم يقولوا هنا ورسوله كما قال في الإيتاء وقد قال تعالى: ﴿يا أيُّهَا النبي حَسبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤمِنِيَن﴾ [الأنفال /٦٤] أي الله وحده حسبك وحسب المؤمنين الذين اتبعوك ومن قال: إن المعنى الله والمؤمنون حسبك فقد ضل بل قوله من جنس الكُفْر فان الله وحده هو حسب كل
(١) -في الاعتدال بعد الركوع رواه مسلم (٤٧١) وبعد السلام. أخرجاه البخاري في الآذان باب الذكر بعد الصلاة (٨٤٤) ومسلم في الصلاة باب اعتدال أركان الصلاة (٥٩٣) ورواه أصحاب السنن.
1 / 43