134

Commentary on Tafsir al-Jalalayn - Abdul Karim al-Khudair

التعليق على تفسير الجلالين - عبد الكريم الخضير

اصناف

﴿بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ﴾ [(٢) سورة ق] "رسول من أنفسهم يخوفهم بالنار بعد البعث"، ﴿بَلْ عَجِبُوا﴾ [(٢) سورة ق] الضمير يعود إلى الكفار، ولم يجر لهم ذكر، لكن قد يحذف الشيء لعدم وجود اللبس ﴿حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾ [(٣٢) سورة ص] ما هي التي توارت بالحجاب؟ الشمس أحد يشك في هذا؟ أحد يختلف في هذا؟ فلا يحتاج إلى وجود ما يدل عليه، ﴿بَلْ عَجِبُوا﴾ [(٢) سورة ق] من الذي يعجب من مجيء النبي ﵊ وكونه منهم؟ هل المؤمن يعجب؟ إنما الذي يعجب من ذلك هو الكافر، بدليل ما يتلوه من الكلام ﴿بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ﴾ [(٢) سورة ق] "رسول من أنفسهم يخوفهم بالنار بعد البعث" ﴿فَقَالَ الْكَافِرُونَ﴾ [(٢) سورة ق] لماذا أعيد لفظ الكفار ما اكتفى بالضمير بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقالوا: هذا شيء عجيب؟ لماذا أعيد الكفار باللفظ مع أنهم ذكروا بالضمير؟ فالأولى أن يذكروا هنا بالضمير أو يصرح بهم في الموضع الأول بل عجب الكفار أن جاءهم منذر منهم فقالوا: هذا شيء عجيب، الآن العكس الموضع الأول بالضمير والثاني بالتصريح، ذكروا ولم يقل فقالوا، تقبيحًا لحالهم، تقبيحًا لحالهم، ووصفهم بالكفر، ووصفهم بالكفر.
ومنهم من يقول: ﴿بَلْ عَجِبُوا﴾ [(٢) سورة ق] يعود إلى الجميع، إلى جميع من أرسل إليهم النبي ﵊، من آمن ومن لم يؤمن، ثم بعد ذلك ميز الكفار بقولهم: ﴿أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا﴾ [(٣) سورة ق] لكن السياق كما في سورة (ص) يدل على أن المراد بقوله: ﴿بَلْ عَجِبُوا﴾ [(٢) سورة ق] هم الكفار.

5 / 17