Commentary on Gabriel's Hadith on Teaching Religion
شرح حديث جبريل في تعليم الدين
ناشر
مطبعة سفير،الرياض
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م
پبلشر کا مقام
المملكة العربية السعودية
اصناف
لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾، وقوله: ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾، وقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا﴾، وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾
وبقاءُ الجنَّة والنَّار وخلودُ أهلهما فيهما إلى غير نهاية لا يُنافي كون الله ﷿ الآخرَ الذي ليس بعده شيء؛ لأنَّ بقاءَ الله ﷿ لازمٌ لذاته، وبقاءَ الجنَّة والنار وأهلهِما فيهما حصل بإبقاء الله لهما، وليس لهما إلاَّ الفناء لولا إبقاء الله لهما، ويجب الإيمانُ بكلِّ ما ورد في الكتاب والسنَّة من صفات الجنَّة والنار، وما يحصلُ في الجنَّة من النعيم، وما يحصل في النار من العذاب.
ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمانُ برؤية المؤمنين ربَّهم في الدار الآخرة، وهي أكبر نعيم يحصل لهم في دار النَّعيم، وقد دلَّ على ذلك الكتاب والسُّنَّة والإجماع، فمن أدلَّة الكتاب قول الله ﷿: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾، وقوله: ﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾، قال الشافعي ﵀: "لَمَّا حُجب هؤلاء في حال السخط، دلَّ على أنَّ المؤمنين يرونه في حال الرِّضَى"، وقوله: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ الحُسنَى: الجنَّة، والزيادة: النَّظرُ إلى وجه الله ﷿، فسَّرها بذلك رسول الله ﷺ، كما في صحيح مسلم (٢٩٧) عن صُهيب ﵁، عن النَّبيِّ ﷺ قال: "إذا دخل أهلُ الجنَّة الجنَّة، قال: يقول الله ﵎: تريدون شيئًا أزيدُكم فيقولون: ألَم تبيِّض وجوهَنا؟ ألَم تُدخلنا الجنَّة وتنجنا من النار قال: فيكشف الحجاب، فما أُعطُوا
1 / 58