Commentary on Gabriel's Hadith on Teaching Religion
شرح حديث جبريل في تعليم الدين
ناشر
مطبعة سفير،الرياض
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م
پبلشر کا مقام
المملكة العربية السعودية
اصناف
التي حصلت وتحصل في الأزمان التي شاء الله ﷿ حصولَها فيها، والله تعالى يتكلَّم بحرف وصوت، ليس كلامُه مخلوقًا ولا معنى قائمًا بالذات، قال الله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾، ففي هذه الآية إثبات صفة الكلام لله ﷿، وأنَّ كلامَه سَمعَه موسى منه، وقوله: ﴿تَكْلِيمًا﴾ تأكيدٌ لحصول الكلام، وأنَّه منه ﷾، وكلام الله ﷿ لا بداية له ولا نهاية له، فلا حصرَ له، بخلاف كلام المخلوق، فإنَّ له بدايةً وله نهاية، فيكون كلامُه محصورًا، قال الله ﷿: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾، وقال: ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾، ففي هاتين الآيتين إثباتُ صفة الكلام لله ﷿، وأنَّ كلامَه غيرُ محصور؛ لأنَّ البحورَ الزاخرةَ ولو ضوعِفَت أضعافًا مضاعفة، وكانت مدادًا يُكتبُ به كلام الله، وكان كلُّ ما في الأرض من شجر أقلامًا يُكتبُ بها، فلا بدَّ أن تنفدَ البحورُ والأقلامُ؛ لأنَّها مخلوقةٌ محصورةٌ، ولا ينفدُ كلام الله الذي هو غير مخلوق ولا محصور، والقرآن من كلام الله، والتوراة والإنجيل من كلام الله، وكلُّ كتاب أنزله الله فهو من كلامه، وكلامُه غيرُ مخلوق، فلا يَحصل له الفناءُ الذي يحصل للمخلوقات، وهو صفة الخالق الذي لا نهاية له فلا ينفدُ كلامُه، والمخلوقون يَبيدون فينفدُ كلامُهم.
الرابعة: الإيمانُ بالرسُل التصديقُ والإقرار بأنَّ الله اصطفى من البشر رُسُلًا وأنبياء يهدون الناسَ إلى الحقِّ، ويُخرجونهم من الظلمات إلى النور، قال الله ﷿: ﴿للَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ﴾ .
1 / 32